بقلم عمرو بسيوني.
صوت الضمير في زمن الصمت
في عالم يلهث وراء المصالح الشخصية، تبرز إبتهال أبو السعد كرمز للشجاعة والإنسانية. رفضت هذه الموظفة في شركة مايكروسوفت العالمية أن تضع مستقبلها الوظيفي فوق دماء الأبرياء في فلسطين، واختارت أن تكون صوتًا للضمير في وجه آلة القتل المدعومة بالتكنولوجيا. لم تتردد لحظة في فضح دور شركتها في تزويد الكيان الصهيوني بأدوات المراقبة والقتل، حتى لو كلفها ذلك وظيفتها ومكانتها في واحدة من أكبر الشركات العالمية. إبتهال، بتربيتها السليمة وإنسانيتها العميقة، أثبتت أن الأخلاق لا تُباع، وأن الصمت على الجرائم هو مشاركة فيها. لقد بعثت برسالة قوية لكل من يساوم على قيمهم مقابل منصب أو مال.
في لحظة تاريخية، وقفت إبتهال خلال احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، واجهت مديرها المصري مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الصناعي في مايكروسوفت، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في دعم الاحتلال بتقنيات القمع. بكلماتها الجريئة، كشفت زيف الانتماءات التي تتخفى وراء الشعارات البراقة، وذكرت العالم بأن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة للبناء، وليس للدمار. إبتهال لم تكن مجرد موظفة استقالت، بل كانت ثورة على الصمت والخيانة. في زمن قلّ فيه الأبطال وكثرت فيه الطراطير، تظل خطوتها نبراسًا لكل من يؤمن بأن الإنسانية يجب أن تعلو فوق كل شيء. تحيا الإنسانية والضمير في زمن قلّ فيهما وكثرت الطراطير!
إرسال تعليق