رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


غلاء المهور وتأخر الزواج








 

كتب محسن محمد 

أصبح غلاء المهور في الآونة الأخيرة من أبرز القضايا الاجتماعية التي تؤرق شريحة واسعة من الشباب العربي، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة وارتفاع تكاليف المعيشة. فبدلاً من أن يكون الزواج ميثاقاً غليظاً يبنى على المودة والرحمة، تحوّل لدى البعض إلى صفقة تجارية تثقل كاهل الشاب وتدفعه إلى العزوف عن الإقدام على هذه الخطوة المصيرية.


إنّ المهر في جوهره ليس وسيلة للمتاجرة، بل هو رمز تكريم للمرأة، وتعبير عن الجدية والنية الصادقة في تأسيس أسرة قائمة على الاحترام والمودة. إلا أن المغالاة في طلب المهور وما يتبعها من متطلبات مادية باهظة كالحفلات الفاخرة، والمجوهرات، والسيارات، تجعل من الزواج حلماً بعيد المنال لكثير من الشباب، وتدفعهم إلى تأجيله أو التخلي عنه تماماً.


ولا يخفى على أحد أن تأخر الزواج له تبعات اجتماعية ونفسية خطيرة، تتمثل في زيادة معدلات العنوسة، وانتشار العلاقات غير الشرعية، وتراجع الاستقرار الأسري. كما أنه يؤدي إلى الإحباط وفقدان الأمل، ويؤثر سلباً على طموحات الشباب ومستقبلهم.


إن الحل لا يكمن فقط في انتقاد هذا الواقع، بل في إعادة النظر إلى مفهوم الزواج نفسه، والدعوة إلى التيسير والتخفيف من الأعباء المادية، انسجاماً مع ما أوصى به الدين الإسلامي من يسر وسماحة. كما أن دور الأسرة هنا محوري في دعم أبنائها وتوجيههم نحو معايير أكثر واقعية وعقلانية في اختيار شريك الحياة.


إن معالجة ظاهرة غلاء المهور تتطلب جهداً مجتمعياً متكاملاً، تبدأ من التوعية، مروراً بتغيير الثقافة السائدة، وصولاً إلى سنّ تشريعات تدعم الزواج المبكر وتحد من التكاليف المرهقة. وبهذا فقط، يمكن أن نمنح شبابنا الفرصة لبناء أسر مستقرة ومجتمعات قوية.

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips