أطفال الإنترنت.. جيل بلا أسرار!"

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter







كتب محسن محمد 

في زمانٍ كانت فيه الأسرار تُخفى تحت الوسادة، وتُدفن الاعترافات بين صفحات المذكرات، وُلد جيل جديد لا يعرف الخصوصية إلا اسماً. أطفال اليوم لا يكتبون مذكرات، بل يصورون يومياتهم وينشرونها في لحظتها على الملأ. جيل يركض نحو الضوء، ولو أحرقت شمسه البرّاقة ملامح البراءة في وجوههم.


لقد أصبحت حياة الأطفال رقميّة إلى حدٍّ مخيف. الطفل لا يتعلم من والديه، بل من مقاطع عشوائية في "يوتيوب"، ولا يكوّن صداقاته في ساحة المدرسة، بل في غرف الدردشة ومنصات الألعاب. الأهل منشغلون، والمدرسة عاجزة، والمجتمع يراقب بصمت... فمن يربّي هذا الجيل؟


نحن أمام تحوّل جذري في مفهوم "النشأة". لم يعد الطفل ينتظر الإجابة من أبيه، بل يسأل "جوجل"، ولم تعد الأم مصدر الحنان الأول، بل شخصية كرتونية بصوت مصطنع. وهنا لا نتحدث عن التطور، بل عن تسليم الطفولة لمصير مجهول، دون قيد أو شرط.


الأسرة اليوم مطالبة بأكثر من مجرد توفير الطعام والملبس. إنها مطالبة بتوفير الحضور، والحوار، والحكمة. لا يكفي أن تشتري لطفلك هاتفًا ذكياً، بل يجب أن تكون أنت الذكيّ في كيفية توجيهه.


في زمن تسكنه الشاشات، نحن بحاجة إلى من يعيد الطفولة إلى عالمها الإنساني... إلى حضن حقيقي، لا "لايك" إلكتروني.

اضف تعليق

أحدث أقدم