رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


عشنا ما لا نريد










 

بقلم ايمن الطيب 


الحياة تلك الرحلة الغامضة التي نعيشها بكل ما تحمله من تناقضات، نخطو فيها بخطواتٍ ثقيلة، 


نحمل على أكتافنا أحلاماً كبرى، ونحاول أن نجد لأنفسنا مكاناً تحت الشمس. 


لكننا في خضم هذا السعي، نجد أنفسنا أحياناً عالقين في دوامة من الألم والصمت والانتظار. 


نعيش ما لا نريد، ونحصل على ما لا نستحق، وكأن الحياة تختبرنا بمرارةٍ لا نعرف أن كنا نستحقها أم لا.


نسأل أنفسنا مراراً


هل كان كل هذا الألم ضرورياً؟ 


هل كان علينا أن نخوض كل هذه المعاناة كي نتعلم؟ 


أم أننا أخطأنا حينما أفرطنا في أحلامنا، ونسينا أننا نعيش في واقعٍ قاسٍ يغتال الحلم قبل أن يولد؟ 


واقعٌ لا يرحم، ولا يعطي إلا لمن يصرخ بأعلى صوته، أو يدفع ثمناً باهظاً مقابل ما يريد.


عشنا حياتنا بكل أبعادها


بالطول والعرض، بالصمت والتحمل، وبالصبر الذي يكاد ينفد. 


صبرنا على آلامٍ لم نكن نستحقها، وعلى خيباتٍ لم نكن نتوقعها. 


وحينما أخبرونا بأن نغادر ما يؤذينا، اكتشفنا أن الأذى قد تسلل إلى قلوبنا، وأصبح جزءاً منا. 


لم نعد نعرف كيف نُخرجه، أو حتى إن كنا نريد ذلك.


لسنا ضعفاء


لم نصل بعد إلى مرحلة الإحباط الكامل، لكننا بالتأكيد وصلنا إلى نقطةٍ نفدت فيها طاقتنا. 


طاقة الحلم، طاقة الأمل، طاقة المشاعر التي كانت تملأ قلوبنا. 


أصبحنا كمن يقف على حافة الهاوية، لا نعرف ما ينتظرنا بعد. 


هل سنسقط؟ أم سنجد في أعماقنا قوةً جديدة تدفعنا للأمام؟


ربما تكون الحياة قد أعطتنا أكثر مما نستحق، أو ربما أقل. لكننا في النهاية، نعيشها كما هي، بكل ما فيها من ألمٍ وجمال، يأسٍ وأمل. 


وربما يكون السؤال الحقيقي ليس عما إذا كنا نستحق كل هذا الألم، بل عما إذا كنا سنستمر في الوقوف بعد كل سقوط، ونحاول مرةً أخرى، حتى وإن نفد رصيد المشاعر في قلوبنا.


لأن الحياة، في النهاية، ليست عادلةً دائماً، لكنها تستحق أن نعيشها حتى وإن كنا لا نعرف ما ينتظرنا بعد.

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips