كتبت / سناء عمران
- إنشغل الجميع بمشهد لقاء ترامب و نائبه مع زيلنسكي فى المكتب البيضاوي و تأثير هذه المقابلة و مدى علاقاتها بالدور الأمريكي و الأوروبي و شكل النظام العالمي الجديد . إن موقف أمريكا مختلف و نموذج عملي جديد فى العلاقات الدولية فى الفترة القادمة . لكن إستوقفني فى هذه المقابلة هو الرقم الذي منحته أمريكا لأوكرانيا و هو 350 مليار دولار دعمآ منها فى حربها ضد روسيا رقم يستحق الحديث و التأمل لأنه كاشف بالفعل أن الأطماع السياسية و الصراعات دمرت كل ماله علاقة بالأنسانية و الأختلافات .
هذا الرقم الضخم كان يكفي لعلاج كل مرضى العالم و كان يكفي للقضاء على الفقر فى شتى القارات و كان يكفى لدعم الدول التى تواجه الخطر بسبب التغيرات المناخية . هذا المبلغ كان يمكن أن يجعل الولايات المتحده تحكم قلوب شعوب العالم لو وجهته لقضايا إنسانية و إجتماعية لكنها أختارت أن توجهه إلى إشعال حرب هدفها السيطرة . هذا ما يجب أن يناقشة المجتمع الدولي بشكل أكثر وضوحاً. كم ينفق العالم على الخراب و الدمار ؟ و كم ينفق على البناء و التنمية و دعم السلام .
الواضح أن المعايير و الملفات الإنسانية لا تشغل الكبار و أن أمريكا كدولة عظمى لا تفكر فى فقراء العالم و تنفق ميزانيات ضخمه على الصراع ، و بالطبع عندما نضيف إلى ما أنفقته أمريكا على أوكرانيا و ما قدمته إمريكا لأسرائيل فى حربها ضد غزة و لو تخيلنا أن هذه المليارات ستوزع على دول العالم الثالث و الأكثر فقرآ سيكون نصيب كل دوله رقم ضخم . أما قطاع غزة الذي تم تدميره تماماً و الخطه المصرية بإعادة الأعمار تقدر التكلفه فى خمس سنوات بنحو 53 مليار دولار و رغم ذلك لا تفكر أمريكا أبدآ فى هذا الأمر ليس لأنها منحازة لتل أبيب و إنما لأن الأولويات الأنسانية ليست ضمن أولوياتها رغم أن قرار مثل دعم إعمار غزة يمكن أن يغير صورة ترامب و الإدارة الأمريكية كلها فى المنطقة .
سؤال يطرح نفسه هل يمكن أن يتحرك العالم ليناقش دوره الأنساني و أن يكون لنا جميعاً حلم بأن تتوقف الحروب و تصمت أصوات البنادق فى أنحاء العالم و بدل من أن ننفق على القتال و الدمار نفكر كيف ننفق على الحياة و التنمية و العمران . فهل يمكن أن يحدث ذلك.... نتمنى .
إرسال تعليق