كتب ... عبداللطيف الطاهر توركبير
تميزت حواء السودان بالابداع والتالق منذ زمن طويل
وها هي اليوم تظهر لنا نماذج مضيئة في عالم الثقافة والأدب بأقلام حرة تمثل مدي حب الكتابة الأدبية لنساء السودان .
واليوم ننقلكم في لوحة إبداعية لواحدة من رائدات بلادي وهي كوتش علوية الطيب والتي كتبت في مذكراتها كيف نفهم أنفسنا بشكل أعمق ...فن احتوي الذات ...
بقلم :
كوتش / علوية الطيب أحمد البشير
السبت 15/3/2025 الساعة 4 ص القاهرة / عابدين
في زحمة الحياة اليومية، ننسى أحيانًا أن ننظر إلى داخلنا، فنجد أنفسنا غارقين في متطلبات الآخرين، دون أن نمنح ذواتنا الوقت الكافي للفهم والاحتواء. لكن، كيف يمكننا أن نفهم أنفسنا بشكل أعمق
قد يكون لنا معرفة الذات وتبدا بالإتصال اليها .
كثيرًا ما نبحث عن إجابات خارجية لما نشعر به، بينما الحقيقة تكمن في الداخل. الإنصات إلى مشاعرنا وأفكارنا دون إنكار أو تهرب هو أول خطوة لفهم أنفسنا. عندما نشعر بالغضب أو الحزن، من المهم أن نتساءل: لماذا أشعر بذلك؟ وما الذي يحاول هذا الشعور إخباري به؟
في قبول الذات دون شروط
لا يمكننا احتواء أنفسنا ما لم نتقبلها كما هي، بعيوبها قبل مميزاتها. تقبل الذات لا يعني الاستسلام للعيوب، بل الاعتراف بها والعمل على تطويرها برفق، دون قسوة أو جلد للذات.
ممكن فهم المشاعر والتعامل معها بوعي .
المشاعر ليست عدوًا يجب قمعه، بل رسائل تحتاج إلى الفهم. عندما نشعر بالتوتر أو الخوف، فإن ذلك قد يكون إشارة لحاجة غير مشبعة بداخلنا. بدلاً من الهروب، يمكننا تدوين مشاعرنا، والتفكير في جذورها وكيفية التعامل معها بطريقة صحية.
وتطويرها حديث داخلي إيجابي.
الكلمات التي نقولها لأنفسنا تشكل جزءًا كبيرًا من وعينا الذاتي. إذا كان حديثنا الداخلي مليئًا باللوم والنقد، فلن نستطيع احتواء ذواتنا. بدلاً من ذلك، يمكننا استبدال العبارات السلبية بكلمات أكثر لطفًا ودعمًا، كما لو أننا نتحدث إلى صديق نريد مساعدته.
امنحك النفس المساحة للراحة والتجدد .
احتواء الذات لا يقتصر على الجانب العاطفي فقط، بل يشمل أيضًا احترام احتياجاتنا الجسدية والنفسية. أخذ فترات راحة، ممارسة التأمل، أو حتى القيام بنشاط نحبه، كلها طرق تعزز من علاقتنا بذواتنا.
ونستفيد من التجارب بدلاً من مقاومة الألم
كل تجربة في حياتنا تحمل درسًا بداخلها. بدلاً من مقاومة الألم أو محاولة نسيانه بسرعة، يمكننا الجلوس معه قليلًا، والتفكير في كيفية استخدامه كفرصة للنمو والتطور.
ختامًا :
فن احتواء الذات هو رحلة مستمرة، تتطلب وعيًا وتدريبًا مستمرًا. عندما نتعلم أن نكون لأنفسنا كما نحب أن يكون الآخرون لنا—باللطف، والاحترام، والتفهم—سنجد أننا قادرون على مواجهة الحياة بقوة وسلام داخلي أكبر.
إرسال تعليق