بقلم جيمس جوما
أديس أبابا، إثيوبيا - ١٥ مارس ٢٠٢٥
في اجتماع استثنائي عُقد في ١٤ مارس ٢٠٢٥، قرر الاتحاد الأفريقي فرض عقوبات على الجيش الأبيض، وهو ميليشيا مسلحة تعمل في جنوب السودان، وتصنيفه منظمة إرهابية.
ترأس الاجتماع معالي السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وحضره معالي السيد بانكول أديوي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأفريقي.
يأتي هذا القرار استجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن تورط الجيش الأبيض في انتهاكات حقوق الإنسان، وهجمات على المدنيين، وتجنيد الأطفال، وأعمال تقوض جهود السلام في جنوب السودان. وأدان قادة الاتحاد الأفريقي أنشطة الميليشيا، مؤكدين أن مثل هذه الأعمال تهدد الاستقرار الإقليمي وتخالف القانون الإنساني الدولي.
وقد تأكدت أهمية هذا القرار من خلال الهجوم الذي وقع في 7 مارس/آذار 2025 على فريق إجلاء مروحية تابعة للأمم المتحدة في الناصر. نصب مسلحو الجيش الأبيض كمينًا وأطلقوا النار على طائرة الأمم المتحدة التي كانت في مهمة لإجلاء جنود قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان (SSPDF) المحاصرين في المنطقة. أسفر هذا الهجوم عن مقتل جنود من قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان وموظفين من الأمم المتحدة بطريقة لا إنسانية، مما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً مباشرًا على عمليات حفظ السلام.
وفي حديثه بعد الاجتماع، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، معالي محمود علي يوسف: "يدين الاتحاد الأفريقي بشدة الأعمال الشنيعة التي ارتكبها الجيش الأبيض. ونقف متضامنين مع شعب جنوب السودان والمجتمع الدولي في ضمان محاسبة المسؤولين عنها. ويظل الاتحاد الأفريقي ملتزمًا باستعادة السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة".
المفوض معالي كما أكد بانكول أديوي موقف الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أن "الاستهداف المتعمد لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان من قبل الجيش الأبيض أمر غير مقبول. هذه العقوبات خطوة ضرورية لكبح أنشطة هذه الجماعة المسلحة ومنع المزيد من العنف".
وسيواصل الاتحاد الأفريقي مراقبة الوضع عن كثب، وسيعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وشركاء دوليين آخرين لتطبيق هذه العقوبات بفعالية. وسيشرف مجلس السلام والأمن على تنفيذ هذه التدابير، وسيقدم تحديثات منتظمة حول التقدم المحرز فيها.
إرسال تعليق