رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


الطيبة في عالم قاسٍ: رحلة مُرهقة بين الأشواك









 

بقلم/سماح سليمان الصباح 


لطالما ظننا أن الطيبة تُضيء الطريق لصاحبها وأن حسن الخُلق يجلب اليسر والسلاسة في التعامل مع الآخرين كنا نعتقد أن الإنسان الطيب يعيش أيامه بلين ورحمة مُحصّنًا بقلبه النقي ضد تعقيدات الحياة لكن الحقيقة التي تصدمنا كل يوم أن الطيبين هم الأكثر تعرضًا للمشقّة وكأن قلوبهم البيضاء تُغري الآخرين باستغلالهم أو اختبار صبرهم على الدوام


الإنسان الطيب لا يسير في الحياة بسهولة بل يتعثر في أشواك القسوة والخداع عليه أن يبذل جهدًا إضافيًا لتفادي شرور الآخرين ليحمي نفسه دون أن يفقد نقاءه يظل مُطاردًا بمحاولات مستمرة لتفسير سلوك الناس متسائلًا: لماذا يُقابل اللطف أحيانًا بالجفاء؟ ولماذا يُنظر إلى حسن النية كضعف؟


تتضاعف المعاناة عندما يجد الطيب نفسه وحيدًا لا لشيء سوى لأنه يرفض أن يكون جزءًا من لعبة القسوة المنتشرة في كل مكان ربما يمر بأوقات لا يجد فيها شخصًا يطمئن عليه حين يقول أنا لست بخير فالبشر مشغولون إما بصراعاتهم الخاصة أو باستغلال من لا يُجيد الصراخ طلبًا للنجدة


لكن رغم كل شيء يظل الطيبون هم الشعلة النادرة التي تضيء العتمة هم الذين يمنحون العالم توازنًا خفيًا حتى لو لم يلحظهم أحد قد تكون رحلتهم مُرهقة لكن أثرهم لا يضيع أبدًا فكم من كلمة طيبة أو موقف نقي صنع فرقًا في حياة شخص آخر دون أن يدري؟


نعم، الطيب يعاني لكنه لا يخسر نفسه وهذا وحده انتصار لا يُقدّر بثمن

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips