كتب حازم علي أدهم
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في مائدة مستديرة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الإسبانية، وذلك على هامش زيارته الرسمية للعاصمة مدريد. حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين الإسبان، في خطوة تهدف إلى توطيد أواصر التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
أكد الرئيس السيسي خلال كلمته على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا، مشيرًا إلى أن البلدين يتجهان نحو مرحلة جديدة من التعاون بعد التوقيع على إعلان مشترك لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية. كما أعلن عن الاتفاق على إقامة حوار اقتصادي مشترك لتعزيز الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وشدد الرئيس على ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية انعقاد اجتماعه المقبل في القاهرة عام 2025، تزامنًا مع الزيارة المرتقبة لعاهل إسبانيا إلى مصر. وأكد أن الاجتماع سيمثل فرصة للتحضير لمؤتمر استثماري مصري-إسباني، من شأنه أن يعزز فرص التعاون ويزيد من استقطاب الاستثمارات الإسبانية إلى مصر.
مناخ استثماري جاذب وفرص واعدة
أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لمجتمع الأعمال الإسباني والدور الذي تلعبه كبرى الشركات الإسبانية في دعم التنمية الاقتصادية بمصر، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والنقل. كما دعا الشركات الإسبانية إلى استكشاف مزيد من الفرص الاستثمارية في مصر، خاصة في القطاعات الحيوية مثل توطين الصناعات وزيادة المكون المحلي، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المصرية المتاحة.
وأشار الرئيس إلى أن مصر تمثل سوقًا واعدًا للاستثمارات الأجنبية، مدعومة بموقع جغرافي استراتيجي، وتطور غير مسبوق في البنية التحتية خلال السنوات العشر الأخيرة، إضافة إلى توفر العمالة الشابة المدربة، والتسهيلات الحكومية المقدمة للمستثمرين. كما أبرز ما قامت به الدولة من إصلاحات تشريعية لتحسين بيئة الأعمال، إلى جانب كون مصر بوابة رئيسية للأسواق العربية والأفريقية، بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي تتيح فرصًا تصديرية واعدة للمستثمرين الأجانب.
فرص استثمارية متنوعة
دعا الرئيس الشركات الإسبانية إلى استكشاف الفرص المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي توفرها هذه المنطقة، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، حيث تسعى مصر لإقامة شراكة استراتيجية مع إسبانيا لدعم احتياجات السوق الأوروبية.
كما شدد على أهمية الاستثمار في مجالات صناعة السيارات، الصناعات الدوائية، اللوجيستيات، تحلية المياه، الزراعة، الاستزراع السمكي، الأسمدة، المنسوجات، الترسانات البحرية، والاتصالات. وأكد انفتاح مصر على مختلف أشكال التعاون، بما في ذلك الشراكات الاقتصادية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
نحو شراكة استراتيجية قوية
في ختام اللقاء، وجه الرئيس السيسي الشكر للجانب الإسباني على تنظيم هذا الحدث، مؤكدًا حرص مصر على تذليل أي عقبات تواجه المستثمرين الإسبان، بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة وتعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة. كما أعرب عن تطلعه لنقاشات بناءة تسهم في دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين نحو آفاق أرحب.
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود مصر لتعزيز شراكاتها الدولية، وفتح مجالات جديدة للاستثمار الأجنبي، بما يتماشى مع خطط التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة لتحقيق مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا.
إرسال تعليق