كتب د. محمد الفاتح
نظم بيت السناري للثقافة والفنون بمنطقة السيدة زينب، اليوم الموافق 2/2/2025 احتفالية ثقافية في أجواء مليئة بالحنين والفن الأصيل ، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيل سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق أم كلثوم. جاء الحدث ليعيد إلى الأذهان مسيرة العطاء الفني والوطني لأحد أبرز رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين.
شهدت الاحتفالية معرضًا فنيًا وثائقيًا يضم مجموعة من الصور النادرة والمقتنيات الخاصة بأم كلثوم، والتي تحكي فصول حياتها منذ نشأتها في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، مرورًا بانتقالها إلى القاهرة حيث صقلت موهبتها على يد كبار الملحنين، وصولًا إلى مرحلة نضوجها الفني التي جعلتها تتربع على عرش الغناء العربي لعقود طويلة.
كما شمل المعرض عرضًا لمجموعة من التسجيلات الصوتية والمقاطع المصورة التي توثق حفلاتها الغنائية، سواء في مصر أو على المسارح العالمية، والتي كانت بمثابة نافذة لنقل الفن العربي الأصيل إلى الجمهور الدولي.
لم يقتصر تكريم أم كلثوم في الاحتفالية على إبراز دورها الفني فقط، بل استعرض المشاركون جهودها في دعم القضايا الوطنية، حيث كانت أحد أبرز الرموز التي سخرت فنها لخدمة الوطن. فقدمت العديد من الأغاني الوطنية التي أشعلت الحماس في قلوب المصريين خلال فترات الحروب، وكان لها دور كبير في دعم الجيش المصري بعد نكسة 1967، حيث قامت بجولات فنية في عدد من الدول العربية لجمع التبرعات للمجهود الحربي، مما جعلها رمزًا للعطاء الوطني.
كما تم تسليط الضوء على مشاركاتها في المناسبات القومية مثل ثورة 23 يوليو، وارتباطها الوثيق بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يعتبرها صوت الثورة المصرية.
تناول الحدث أيضًا الدور السينمائي لأم كلثوم، حيث تم عرض مقتطفات من الأفلام التي قدمتها خلال مسيرتها، مثل وداد، نشيد الأمل، فاطمة، وغيرها، والتي كانت تعكس في كثير منها قضايا اجتماعية ووطنية هامة.
كما تم مناقشة تأثيرها على السينما والموسيقى العربية، وكيف ساهمت في تطوير الأغنية الطويلة، التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية، حيث استطاعت بأسلوبها الفريد وأدائها المتميز أن تجذب جمهورًا واسعًا من مختلف الأجيال.
شهدت الاحتفالية حضورًا واسعًا من محبي الفن والطرب الأصيل، بالإضافة إلى عدد من المثقفين والفنانين الذين أشادوا بدور أم كلثوم في إثراء التراث الموسيقي العربي. وقد تخللت الفعالية فقرة موسيقية، حيث تم تقديم مجموعة من أشهر أغانيها بأداء مجموعة من المطربين الشباب، في محاولة لاستعادة أجواء حفلاتها الأسطورية.
في ختام الاحتفالية، أكد منظمو الحدث على أهمية الحفاظ على تراث أم كلثوم، ليس فقط من خلال الاحتفالات التكريمية، ولكن أيضًا عبر العمل على إعادة تقديم أعمالها للأجيال الجديدة بطرق حديثة، تعكس مكانتها الفريدة في تاريخ الفن العربي.
إرسال تعليق