كتب.عمرو بسيوني،
في ظل الأجواء المشحونة بالتوترات الإقليمية والدولية، تأتي القمة العربية الطارئة المقرر عقدها بعد تأجيلها بضعة أيام، لتحمل في طياتها العديد من التساؤلات حول ما يمكن أن تقدمه لمواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تعصف بالشرق الأوسط، وأبرزها القضية الفلسطينية.
قبل انعقاد القمة، عُقد اجتماع تشاوري إرشادي غير رسمي في الرياض، مما يثير تساؤلات حول طبيعة التوجهات التي ستتبناها القمة. هل ستكون القمة مجرد منصة لإعادة تأكيد المواقف التقليدية، أم أنها ستشهد تحولاً استراتيجياً في التعامل مع القضايا الملحة، خاصة في ظل التصعيد الأخير في الضفة الغربية وغزة، وما تشهده المنطقة من محاولات تهجير ممنهجة؟
**القضية الفلسطينية: اختبار حقيقي للقمة**
القضية الفلسطينية تظل المحور الرئيسي لأي قمة عربية، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية، والانتهاكات اليومية بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى ما تشهده غزة من حصار مستمر وتدهور للأوضاع الإنسانية. التساؤل الأبرز هنا هو: هل ستتمكن القمة من تقديم خطوات عملية لدعم الشعب الفلسطيني، أم أن البيانات الختامية ستقتصر على الإدانة والشجب المعتادين؟
في ظل الحديث عن مشاريع تهجير جديدة تطرحها إسرائيل بدعم أمريكي، خاصة في سياق ما يحدث في سوريا والمنطقة، يبرز تساؤل آخر: هل ستتبنى القمة موقفاً واضحاً ضد هذه المشاريع، وتعمل على تعزيز صمود الفلسطينيين في أراضيهم؟ أم أن الضغوط الدولية والإقليمية ستحد من قدرتها على اتخاذ قرارات جريئة؟
**التوازنات الإقليمية والدولية: تحديات القمة**
لا يمكن فصل القمة العربية عن التوترات الإقليمية والدولية المحيطة بها. النظام الإقليمي الجديد الذي يتشكل في الشرق الأوسط، مع تغير التحالفات وبروز لاعبين جدد، يضع القمة أمام اختبار صعب. هل ستتمكن من تقديم رؤية موحدة للتعامل مع هذه التحولات، أم أن الخلافات الداخلية بين الدول العربية ستحد من فاعليتها؟
بالإضافة إلى ذلك، فإن الدور الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة يطرح تساؤلات حول مدى قدرة القمة على مواجهة هذه التأثيرات الخارجية. هل ستتمكن الدول العربية من تبني مواقف مستقلة، أم أن القمة ستكون مجرد رد فعل للضغوط الدولية؟
إرسال تعليق