. تقرير :عطيه ابراهيم
قلب الحدث
تصاعدت حدة التوتر في جنوب سوريا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تتهم دمشق إسرائيل بتصعيد وتيرة اعتداءاتها على المنطقة، في حين تؤكد تل أبيب أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار الدفاع عن النفس ومواجهة التهديدات الإيرانية. وتتضارب الآراء حول طبيعة هذه التحركات الإسرائيلية، فبينما يرى البعض أنها تأتي في إطار حرب استنزاف تهدف إلى إضعاف النظام السوري وحلفائه، يرى آخرون أنها قد تكون مقدمة لمشروع تقسيم يهدف إلى إقامة منطقة عازلة تحت السيطرة الإسرائيلية.
تصعيد غير مسبوق
شهدت المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، حيث استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري وحلفائه، بالإضافة إلى قوافل أسلحة يشتبه في أنها كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.
يثير هذا التصعيد مخاوف من أن تكون إسرائيل بصدد تنفيذ مشروع تقسيم في جنوب سوريا، حيث تسعى إلى إقامة منطقة عازلة تحت سيطرتها، وهو ما يتماشى مع تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا عن ضرورة إقامة منطقة آمنة في جنوب سوريا.
يأتي هذا التصعيد في ظل موقف دولي متباين، حيث تدعو بعض الدول إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، في حين تتهم دول أخرى إسرائيل بالتصعيد وتطالبها باحترام سيادة سوريا.
يحذر مراقبون من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة، حيث يهدد بإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق، كما أنه يزيد من تعقيد الأزمة السورية ويعرقل جهود التوصل إلى حل سياسي.
مستقبل غامض
يبقى مستقبل جنوب سوريا غامضًا في ظل هذا التصعيد المستمر، حيث تتضارب التكهنات حول ما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بحرب الاستنزاف أم أنها ستمضي قدمًا في مشروع التقسيم. وفي ظل هذا الغموض، يبقى الخوف هو سيد الموقف.
إرسال تعليق