بقلم : انيس زكريا
تحمل الغربة معطيات عظيمة ذات طابع متعدد الاوجه ، يصعب ادراكه للعامة والي أولئك الذين ليس لديهم توجه في هذه الحياة ، والحياة في ذاتها هي دربٌ من دروب المعرفة الانسانية ، وللوصول الي تلك المعرفة يجب ادراك المواقف والاشياء بدرجة ما من درجات الوعي حتي يثني لنا الاتصال بالمركز الكوني المعرفي والذي يسمى ( بالاثير أو الاكاشا او النيرفانا) ،
والغربة هي تجريد من العواطف حتي يصبح الانسان اكثر عقلانية ومنطق ، وذلك أن الحياة بين الاقارب او في الموطن الأصل تحكمها العواطف والمشاعر والاحاسيس التي بدورها تعمل في كثير من الأحيان في اسكات صوت العقل والمنطق ، فيكون الشخص في حالة ( عُزلة ، فهو يحي ولكنه لا يعيش الحياة) ، ولكي نعيش يجب أن نتجرد عن الكثير من عواطفنا ومشاعرنا التي لا تضيف الي حياتنا اي قيمة معرفية ولا حسية ،
وان كان لنا أن نعيش يجب أن نتصل بالطبيعة وهذا الشئ يتطلب الارتقاء بظاهرتي العقل والمنطق ، ويحسب العمر الطبيعي للانسان بالاصول المعرفية التي تلقاها عن ومن الكون والمعلمين من بني الإنسان من ذوي الهمم العالية ، وأيضا كيفية استغلال هذه المعارف وانعكاسها في حياته المادية.
والغربة هي انصهار الخمول والكسل والتشتت ، هي الاعتماد علي الذات وتقويمها معا ، الغربة تكلفك منطقة راحتك لكنها تجعلك تعيش الحياة ، وتختلف فكرة الحياة لدي كل انسان ، ولكن لا خلاف في أن الحياة هي (المسؤولية) والمسؤولية تُبني بالمعرفة والمعرفة تحتاج الي وعي وادراك ، وكل هذه الأشياء مبنية علي (الصبر) ، ويكون الصبر في البعد عن (العاطفة) ويكون علي استغلال ظاهرتي (العقل والمنطق) والارتقاء بهما علي الدوام.
حقيقة والله
ردحذفإرسال تعليق