كتب /محمود شعبان ابو عقيل
ملحمة طبية بجامعة أسيوط: فريق
جراحة القلب والصدر ينقذ شابًا أصيب بطلق ناري أوقف قلبه!
في إنجاز طبي فريد يعكس الاحترافية والجاهزية العالية للأطقم الطبية بمستشفيات جامعة أسيوط، نجح فريق طبي بقسم جراحة القلب والصدر في إنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 25 عامًا، بعد إصابته بطلق ناري نافذ في الصدر، تسبب في توقف عضلة القلب ونزيف حاد كاد أن يودي بحياته.
السباق مع الزمن لإنقاذ المريض
عند وصول المصاب إلى مستشفى الإصابات والطوارئ بجامعة أسيوط، بقيادة الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد، كان في حالة حرجة للغاية، حيث توقفت عضلة قلبه تمامًا نتيجة لاختراق الرصاصة الصدر من الناحية اليمنى، متسببة في نزيف شديد. وعلى الفور، بدأ أطباء الاستقبال عمليات الإنعاش القلبي لإنقاذ حياته، لتُحسم المعركة الأولية لصالح الفريق الطبي الذي نجح في استعادة نبضه، تمهيدًا لنقله إلى غرفة العمليات.
تحدي إنقاذ الرئة ووقف النزيف
قاد الأستاذ الدكتور محمد عياد، رئيس قسم جراحة القلب والصدر، فريقًا طبيًا متخصصًا في جراحة القلب والصدر، ضم الدكتور الحسين عبد المطلب، والطبيب أحمد سمير، والطبيب أحمد وهبة، والطبيبة شيماء رفاعي من قسم الطوارئ. بدأت الجراحة العاجلة فور دخول المصاب إلى غرفة العمليات، حيث تم استكشاف الصدر، ليُكشف عن تهتك شديد بالرئة اليمنى، مع نزيف حاد يهدد حياة المريض.
ورغم خطورة الموقف، نجح الفريق الجراحي في تحقيق إنجاز استثنائي، حيث تمكنوا من السيطرة على النزيف وإنقاذ الرئة بالكامل دون الحاجة إلى استئصال أي جزء منها، وهو ما يُعد إنجازًا طبيًا نادر الحدوث في مثل هذه الحالات الحرجة.
رعاية مكثفة حتى استعادة الحياة
بعد الجراحة الدقيقة، تم نقل المصاب إلى العناية المركزة بمستشفى الإصابات، تحت إشراف فريق طبي متخصص بقيادة الأستاذة الدكتورة هالة سعد عبد الغفار، رئيس قسم التخدير، بمشاركة الطبيبة أسماء شعبان، والطبيب محمود إكرام، والطبيبة هالة هاشم، والطبيب عطية مدحت، والطبيبة داليا محمد. وُضع المصاب على جهاز التنفس الصناعي لمدة أسبوع، مع متابعة دقيقة لحالته وإجراء تمارين تنفس لضمان استعادة الرئة لوظيفتها الطبيعية.
وبعد أيام من الرعاية الطبية المكثفة، شهد الطاقم الطبي لحظة انتصار حاسمة: استعاد المصاب قدرته على التنفس الطبيعي، وتم فصله عن جهاز التنفس الصناعي، ليبدأ رحلة التعافي الكامل ويستعيد حياته بشكل طبيعي، وسط فرحة الأطباء الذين خاضوا معه معركة الحياة وانتصروا فيها.
رسالة طبية وإنسانية
يُثبت هذا الإنجاز الطبي الفريد مدى كفاءة وجاهزية مستشفيات جامعة أسيوط، تحت قيادة الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية. وهو دليل حي على أن الإرادة الطبية، المقترنة بالعلم والخبرة، قادرة على إعادة الحياة لمن ظن الجميع أنه فقدها.
هذه القصة ليست مجرد واقعة طبية، بل هي شهادة حية على تفاني الأطباء المصريين، الذين لا يتوانون عن بذل كل ما في وسعهم لإنقاذ الأرواح، مهما بلغت صعوبة التحديات.
إرسال تعليق