بقلم / داليا مهني
في الآونة الأخيرة، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن جدلاً واسعًا وردود فعل غاضبة على المستويين الرسمي والشعبي في مصر. تُعَدُّ هذه التصريحات انتهاكًا صارخًا للسيادة المصرية وتهديدًا للأمن القومي، مما يطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع مثل هذه الضغوط: هل بالاستسلام والتخلي عن السيادة، أم بالمواجهة والدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية؟
و عن موقف مصر الرسمي تجاه تلك التصريحات فقد أكّدت وزارة الخارجية المصرية تمسّك مصر بثوابتها ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، رافضةً أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها. كما عبّرت النقابات المصرية في خطابها إلى السفارة الأمريكية عن دعم مصر الدائم لحقوق الفلسطينيين، ودورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، وموقفها الثابت من رفض التهجير
و عن ردود الفعل السياسية والشعبيةأعرب العديد من النواب والشخصيات السياسية عن رفضهم القاطع لتصريحات ترامب، مؤكدين أنها تمثل مؤامرة أمريكية إسرائيلية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأشار النائب محمد صلاح البدري، عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هذه التصريحات تُعَدُّ انتهاكًا لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية.
من جانبه، وصف اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، تصريحات ترامب بأنها صادمة للشارع المصري والعربي، مشيدًا بالموقف الحازم للشعب المصري تجاه هذه التصريحات.
تضع هذه التصريحات الدولة المصرية حكومة و شعبا أمام خيارين:
الاستسلام والتخلي عن السيادة: حيث أن قبول مثل هذه المقترحات يعني التنازل عن السيادة المصرية والسماح بتغيير قد يؤثر سلبًا على الأمن القومي والاستقرار الداخلي.
او المواجهة والدفاع عن الحقوق الوطنية فرفض هذه الضغوط والتصريحات، والتمسك بالثوابت الوطنية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية المصرية، مع تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف لمواجهة أي تهديدات بعد حفاظا علي السيادة المصرية.
إن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل تحديًا كبيرًا للسيادة المصرية، وتتطلب موقفًا حازمًا وواضحًا. وقد أظهرت مصر، حكومةً وشعبًا، رفضها القاطع لهذه التصريحات، مؤكدةً أنها لن تقبل بأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أمنها القومي وسيادتها. يبقى الخيار واضحًا: الدفاع عن السيادة والحقوق الوطنية هو السبيل الوحيد للحفاظ على كرامة واستقلال الوطن.
إرسال تعليق