كتبت / ايناس العرابى
بالنظر إلى تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص قطاع غزة والقضية الفلسطينية نرى أنه ينظر إلى القضية الفلسطينية وقطاع غزة نظرة رجل الأعمال مستثمر العقارات ، فالرئيس ترامب ينظر إلى قطاع غزة بأنه قطعة أرض مناسبة على البحر المتوسط يمكن أن نبنى فيها مدينة سياحية مثل الريفيرا ولكن العائق الوحيد لذلك المشروع الاستثماري هم سكان غزة الموجودين على الأرض فى قطاع غزة، وبعقلية رجل الأعمال يرى ترامب أن نعطى سكان قطاع غزة اى مكان بديل ليعيشوا فيه سواء فى مصر أو الاردن أو أى بلد أخرى تقبل باستضافة سكان غزة مع بعض الامتيازات المادية لتلك الدول المستضيفة ولسكان غزة كذلك.
أنه منطق رجل الأعمال مستثمر العقارات الذى لا يهمه اى قواعد للسياسة أو العلاقات الدولية أو الحقوق والواجبات.
أما فى وطننا العربي فنحن نرد على تصريحات الرئيس ترامب بمنطق السياسة والحقوق والواجبات ولذلك تجد أن تصريحات المسؤولين العرب لا تلقى اى استجابة من الرئيس ترامب لانها خارج منطق رجل الأعمال ترامب، بل على العكس يلقى الرئيس ترامب الكرة في ملعب الحكام العرب ويطلب روءيتهم لحل مشكلة إعمار غزة فى حين ينشغل الحكام العرب برفض تصريحات الرئيس ترامب المتتالية دون تقديم رؤية عربية متكاملة لإعادة إعمار غزة.
لذلك يجب على المسؤولين العرب أن يعرضوا رؤيتهم لإعادة إعمار غزة ولنبنى نحن ريفيرا غزة ولكن بايدى العرب وبتمويل العرب ولأهل غزة وأهل فلسطين في داخل فلسطين وخارجها.
فلتكن غزة مشروع العرب الاستثمارى الاول حيث يساهم أهل غزة الفلسطينين بهذا المشروع بارضهم وتساهم كل من السعودية والإمارات وباقى دول الخليج بالتمويل من خلال شركات العقارات الخليجية وتساهم مصر بالتنفيذ من خلال شركات المقاولات المصرية المشهود لها بالكفاءة والسرعة مع الاستعانة بالعمال من أبناء غزة فى إعادة إعمار غزة من جديد ، وبذلك يجد الفلسطيني ممن يمتلك الأراضي أنه سوف يدخل في مشروع استثماري مربح فيتمسك بأرض غزة أكثر واكثر ، والعامل الفلسطيني الذى يجد له مصدر رزق فى غزة من العمل فى إعادة إعمار غزة يتمسك بوطنه أكثر وأكثر ولا تموت القضية الفلسطينية ابدا مادام أصحاب الأرض باقيين فيها.
وبمنطق رجال الأعمال والمستثمرين الذى فقط يفهمه ترامب تربح شركات العقارات والمقاولات العربية الممولة لمشروع بناء ريفيرا غزة من بيع تلك العقارات للفلسطينيين اولا سواء من داخل فلسطين أو أبناء فلسطين اللذين يعيشون في الخارج وكذلك للعرب ممن أرادوا التملك والاستثمار في غزة مع وضع الضوابط والشروط التى لا تسمح للتملك فى غزة الا للفلسطينيين والعرب فقط.
مع التأكيد على إسرائيل أن اى اعتداء جديد على غزة بعد البدء في إعادة أعمارها إنما هو اعتداء على استثمارات الدول العربية المساهمة في بناء غزة ولذلك على إسرائيل الحذر من الاحتكاك بالدول العربية والمستثمرين العرب.
فلنكون نحن العرب رجال أعمال ومستثمرين وليس فقط رجال سياسة حتى نستطيع أن نتعامل مع الرئيس ترامب.
إرسال تعليق