- كتبت / سناء عمران
- لا شك أن إعلان ترامب عن خطته فى غزة كان خطأ أستراتيچيآ كشف به كل أوراق إسرائيل و أمريكا أسلوب ترامب المباشر و المندفع أدى إلى أحباط المخطط قبل أن يبدأ ، و لم يمنح إسرائيل العمل فى السر كما أعتادت و هو مما أدى إلى غضب بعض المحللين السياسيين الأسرائيلين لترامب . لسنوات طويلة كان تهجير أهالي غزة فكرة يجري التمهيد لها تدريجياً و ذلك من خلال فرض ضغوط تدفع سكان غزة إلى الخروج بأي ثمن و كأن غزة عقارآ يباع بل هو ميراث الأمة الإسلامية . لكن إعلان ترامب الصريح عن نيته أفقد الخطه عنصر الغموض و السرية حيث تصبح المؤامرات السياسية مكشوفه بهذا الشكل فأنها تفقد فعاليتها فورآ . الأعلام عن مخطط التهجير لم يترك مكان للمراوغه أو التسويات بل أجبر الدول العربية على أتخاذ موقف حازم إذ لم تعد القضية مجرد تكهنات بل أصبح واقع مفرض يحتاج إلى رد فعل واضح و قوي ، كما أطلق نتنياهو تصريحات يقول فيها إن السعودية بها أرض واسعه يمكنها أن تستضيف سكان غزة جاء هذا الكلام بعد رفض السعوديه المخطط شكلآ و موضوعآ . أما مصر فقد أوضحت موقفها بطريقة دبلوماسية مليئة بعبارات عنيفه تعكس حجم الغضب المصري من تطاول نتنياهو على السيادة السعودية لترسل رساله إلى كل الأطراف بأن مصر جاهزة مسافه السكه للدفاع عن السيادة السعودية إذا تطلب الأمر ذلك ليثبت للعالم أن مصر خط أحمر . و يبدو أن مصر بدأت تتحرك رسمياً بتشكيل تحالف عربيآ جديد يشبه إلى حد كبير تحالف الحرب للدفاع عن الأراضي العربية من أطماع إسرائيل و أمريكا ، و لم يترك الأختيار للدول العربية من مصر و الأردن و السعودية و هو رفض المشروع رفضآ قاطع . لذلك بدأت مصر فى التنسيق مع الدول العربية بأن تهجير الفلسطينيين إلى السعودية و الأردن و سيناء هو خط أحمر لم يتم السماح به مما أدى إلى حشد الجيش المصري فى سيناء مما أظهر بأن مصر تلغي إتفاقية السلام ، مما جعل ترامب يتراجع حيث قال لسنا فى عجله لتنفيذ الخطه فى غزة . هذا التراجع ليس مؤشر إلى إلغاء المشروع بل هو محاولة لإعادة الترتيب و التهدئة فى المنطقة و بعد تحرك الجيش المصري داخل سيناء كما جاء الموقف العربي أكثر حدة مما صدم ترامب و إسرائيل ، كما أن خطه التهجير التدريجية جاءت بالرفض التام مما جعل تنفيذ المشروع مستحيل مما جعل ترامب فى حالة تأرجح إن ورطه ترامب تأخذ أمريكا إلى الهاوية إنه لم يكتفي بأزمة غزة و خطه التهجير بل فتح على نفسه ملفات شائكة فى الداخل و الخارج فى فترة بسيطة من حكمه . مما جعله في أزمة مستمرة بين دول العالم . إن العالم العربي يمر حالياً بأكبر أختبار لذلك على الشعوب العربية أن تقوم بمسؤليتها و أن تلغي الأنظمة المطبعه و أتفاقيات التطبيع مع الصهيونية . عاشت مصر أمه عظيمة بين الأمم .
إرسال تعليق