رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


انها نقطة تحول




بقلم/ داليا مهني

الحياة مليئة بالتجارب التي تغيّر مسارنا، بعضها يمر دون أثر عميق، والبعض الآخر يهزّنا من أعماقنا ويدفعنا لإعادة النظر في كل شيء. هذا هو حال "ضحى"، فتاة عشرينية كانت حياتها تبدو طبيعية ومستقرة حتى وقع حادث غيّر مجرى حياتها بالكامل.


ضحى، فتاة جامعية مليئة بالحيوية والنشاط وحب الحياة. كانت تعشق المسرح وتحلم بأن تصبح فنانة مسرحية. بالفعل، انضمت إلى إحدى فرق الهواة بعد أن شاركت في ورشة تمثيل، وبدأت حياتها الفنية بحماس. لكن القدر شاء أن تتعرض لحادث أليم أدى إلى بتر ساقها اليمنى. خضعت ضحى لعدة عمليات جراحية متتالية، حتى أصبحت جليسة كرسي متحرك وتعتمد على طرف صناعي. ولكن، هل أثّر هذا الحادث على حياتها بالسلب؟


بالنسبة لأي شخص، قد يبدو هذا النوع من التغيير الجسدي كابوسًا لا يُحتمل، فما بالك بفتاة في العشرينيات من عمرها، حيث الحياة في أوجها والطموحات بلا حدود؟ بعد تجاوز صدمة الحادث الأولية، وجدت ضحى نفسها أمام خيارين: الاستسلام لليأس أو تحويل المحنة إلى نقطة تحول.


لم تكن الأيام الأولى سهلة. شعرت ضحى بثقل الواقع الجديد، وسيطرت عليها مشاعر الحزن والغضب والخوف من المستقبل. كانت تسأل نفسها: كيف يمكن أن تستمر حياتها؟ هل ستتمكن من تحقيق أحلامها؟ هل ستقبل نفسها كما أصبحت؟


رغم هذه الأفكار، ظل بداخلها جزء صغير يرفض الاستسلام. أدركت أن الألم حقيقي، لكنه لا يعني النهاية.


جاءت نقطة التحول عندما قررت ضحى مواجهة مخاوفها والبحث عن معنى جديد لحياتها. على عكس التوقعات بأن الحادث سيؤثر سلبًا على حياتها، كان ما حدث مختلفًا تمامًا. الحادث أصبح نقطة انطلاق جديدة؛ حيث انضمت ضحى إلى رياضة "الباراكانوي" وشاركت مع المنتخب المصري في تصفيات بطولة العالم.


ولم يتوقف التحول عند الرياضة فقط، بل استكملت ضحى مسيرتها الفنية. أصبحت نجمة مسرحية، وقدمت مؤخرًا عرضًا بعنوان "تعالوا نشوف" مع فرقة "كالوس المسرحية" على مسرح الفن جلال الشرقاوي، من تأليف وإخراج المخرج تامر فؤاد. أدت ضحى دورًا بارزًا في العرض، أبرزت من خلاله إصرار أصحاب الهمم على تحقيق أحلامهم وإظهار مواهبهم.


حاليًا، تجهز ضحى عدة عروض مسرحية، منها "نور الشمس"، "كرسي بجناحات"، و*"كرسي وعيون"*، وجميعها من تأليف وإخراج تامر فؤاد.


وهكذا، تحولت حياة ضحى من مأساة إلى قصة نجاح. أصبحت مثالًا حيًا على قدرة الإنسان على تجاوز أصعب المحن بالإرادة والإيمان. الحادث، الذي بدا في البداية كنهاية مأساوية، أصبح بداية جديدة مليئة بالتحدي والأمل.


قصة ضحى ليست مجرد حكاية فتاة عشرينية تعرضت لحادث، بل هي درس عظيم في القوة الداخلية التي نمتلكها جميعًا، والتي يمكن أن تجعل من الألم طريقًا للتغيير والنمو.

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips