متابعة/فاتن الصعيدي
حان الوقت للتعليم أن يتحرر من أصفاد الجمود ويخطو نحو مستقبل تعانقت فيه العقول البشرية مع ذكاء الآلات ففي ظل ثورة الذكاء الاصطناعي التي تتهادى في عالمنا كنسيم الفجر يتضح أمامنا مشهد مدرسة الغد وقد تبدلت أركانها لتصبح معبدًا للعلم والمعرفة حيث تختلط نداءات الفطرة الإنسانية بنغمات الآلة المتجددة
حيث نجد أن مدرسة الغد لن تكون مجرد أبنية تقليدية تتردد فيها أصداء المناهج الرتيبة بل هي واحة متجددة. تسير فيها كل نفس على خطى ما تملك من مواهب وقدرات الذكاء الاصطناعي بتقنياته اللامحدودة سيصبح رفيق كل طالب يفتح أمامه أبواب العلوم والمعرفة وفق احتياجاته وأحلامه
أما المعلم فسيعلو دوره ليصبح موجهاً وحكيماً ينير الطريق للمتعلمين ويغرس فيهم بذور القيم التي لا تنالها الآلات
وفي الأطراف المنسية من هذا العالم، حيث كان التعليم رفاهية بعيدة المنال سيهب الذكاء الاصطناعي كغيث مغيث يكسر حواجز اللغة والفقر والبعد ليصل كل طفل إلى كنوز العلم وسيصبح العالم الافتراضي نافذةً تطل منها الأجيال على عوالم لم تكن لتصل إليها إلا في الخيال: محيطات عميقة عصور خلت، وأفلاك مجهولة
ولكن ككل تقدم يحمل في طياته سيفًا ذا حدين تبقى التحديات جاثمة كيف نضمن عدالة الفرص؟ وكيف نحمي خصوصيات المتعلمين؟ وكيف نحافظ على الروح الإنسانية في ظل هذا الزخم الآلي؟ أسئلة تحتاج من صناع القرار ومن كل معلم وقائد تربوي إلى حكمة تعيد تشكيل موازين التقدم.
إن مدرسة الغد ليست مجرد فكرة بل هي حلم قريب التحقق يحمل نفس الآفاق.
إرسال تعليق