مريض الاهتمام مريض نفسي

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter



بقلم/ داليا مهني

في عالم يعجّ بالمظاهر والتنافس على الشهرة، أصبحت الحاجة إلى جذب الانتباه مرضًا نفسيًا واجتماعيًا يعاني منه البعض. يُعرّف "مريض الاهتمام" بأنه الشخص الذي يسعى بشكل مفرط ومستمر لجذب أنظار الآخرين والحصول على انتباههم بأي وسيلة ممكنة، حتى وإن كانت غير لائقة أو غير صحية. ورغم أن هذا السلوك قد يبدو طبيعيًا أحيانًا، إلا أنه قد يتحول إلى اضطراب يؤثر على حياة الفرد وعلاقاته.


أسباب مرض الاهتمام:

انعدام الثقة بالنفس:

يعاني بعض الأفراد من شعور داخلي بعدم الأهمية، مما يدفعهم للبحث عن التقدير الخارجي لتعويض هذا النقص.

التنشئة الاجتماعية:

قد يكون السبب تربية تعتمد على المكافأة المفرطة عند الحصول على الاهتمام، ما يجعل الشخص يربط قيمته الذاتية برضا الآخرين.

وسائل التواصل الاجتماعي:

تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذا المرض، إذ يعتبر البعض الإعجابات والتعليقات مقياسًا لقيمتهم.

اضطرابات نفسية كامنة:

مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو الهستيرية، التي تدفع الشخص إلى الهوس بجذب انتباه الآخرين.

سمات مريض الاهتمام:

الإفراط في الحديث عن نفسه:

دائمًا ما يركز على قصصه وتجربته الشخصية، حتى في مواضيع لا تتعلق به.

السعي وراء الإطراء:

يبذل جهدًا كبيرًا للحصول على المجاملات والمديح.

اختلاق المواقف:

قد يلجأ إلى المبالغة أو اختلاق القصص لجذب الأنظار.

الدراما الزائدة:

يميل إلى تحويل الأمور العادية إلى مواقف درامية لاستدرار التعاطف.

تأثيرات مرض الاهتمام:

على الشخص نفسه:

يعيش في دائرة لا تنتهي من القلق والإحباط بسبب سعيه المستمر لإرضاء الآخرين.

على العلاقات الاجتماعية:

يمكن أن يشعر المحيطون به بالإرهاق أو الاستغلال، مما يضعف علاقاته الاجتماعية.

على المجتمع:

يعزز هذا السلوك ثقافة السطحية والتركيز على المظاهر على حساب الجوهر.

كيفية التعامل مع مريض الاهتمام:

التفهم والصبر:

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن معاناة نفسية، لذا من المهم التعامل معه بلطف.

وضع الحدود:

يجب الحفاظ على راحة النفس وعدم السماح لرغبة الشخص في جذب الاهتمام بأن تؤثر على حياتك.

تشجيعه على تطوير ذاته:

يمكن دعمه لتعلم مهارات جديدة أو التركيز على مواهبه الحقيقية.

الاستشارة النفسية:

إذا كان السلوك يؤثر بشكل كبير على حياته أو حياة من حوله، فمن الأفضل أن يلجأ لمختص نفسي.

فمرض الاهتمام ليس مجرد سلوك عابر، بل قد يكون انعكاسًا لاحتياجات عاطفية عميقة. من المهم أن ننظر إلى هذه الظاهرة بعين الفهم والتعاطف، مع العمل على مساعدة المصاب بها ليجد قيمته في ذاته بدلًا من البحث عنها في أعين الآخرين. إن بناء مجتمع يدعم الصحة النفسية ويقلل من الاعتماد على المظاهر هو الحل الأمثل لمواجهة هذه المشكلة.

اضف تعليق

أحدث أقدم