كتب / عاطف صلاح المهندس
تتصاعد حدة التوترات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تشهد البلاد احتجاجات عنيفة، أعمال نهب، وحرب شوارع، وسط تصعيد عسكري خطير في شرق البلاد. وأسفرت المواجهات الأخيرة عن فرار مئات الآلاف من المدنيين إلى رواندا هربًا من القتال المحتدم.
اندلعت احتجاجات واسعة في العاصمة كينشاسا، حيث هاجم عشرات المتظاهرين عدة سفارات أجنبية، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على رواندا بشأن تقدم متمردي حركة إم ٢٣ المدعومة من كيغالي. وأضرمت النيران في السفارة الفرنسية، فيما استهدفت أعمال التخريب أيضًا سفارات الولايات المتحدة ورواندا، مما دفع الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وحذّرت السفارة الأمريكية مواطنيها من الاقتراب من أماكن الاحتجاجات والتجمعات الجماهيرية، نظرًا لحالة انعدام الأمن في المدينة.
على الجبهة الشرقية، شهدت مدينة غوما، التي يقطنها مليونا شخص، تصعيدًا خطيرًا مع زعم المتمردين السيطرة عليها. وأفاد شهود عيان بسماع انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيف بالقرب من المطار المغلق حاليًا، وسط انسحاب فوضوي للقوات الحكومية.
وفي تطور مأساوي، قتل ٣ جنود من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية جراء قذيفة هاون أطلقها المتمردون، فيما توفي جندي رابع متأثرًا بإصاباته. وبذلك يرتفع إجمالي قتلى القوات الأجنبية في الصراع إلى ١٧ جنديًا، وفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة.
وصف برونو ليماركيس، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكونغو، الوضع في غوما بأنه كارثي، مع استمرار العنف والمعاناة على نطاق واسع. وأكد أن مئات الآلاف من المدنيين يحاولون الفرار، بينما تحولت المدينة إلى ساحة معارك خطيرة، حيث أصابت نيران المدفعية الثقيلة مستشفى "شاريتيه ماتيرنيل"، مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، بينهم أطفال حديثو الولادة ونساء حوامل.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية تأتي ضمن أكبر الكوارث الإنسانية عالميًا، حيث يوجد ٦.٥ ملايين نازح في الكونغو، من بينهم ٣ ملايين في شمال كيفو وحدها.
في ظل هذا التصعيد، دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى بحث اتخاذ تدابير عاجلة لوقف تقدم القوات الرواندية ومتمردي إم ٢٣. وطالبت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، بوقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة انسحاب رواندا من الأراضي الكونغولية والعودة إلى المفاوضات لإيجاد حل سلمي ودائم للصراع.
إرسال تعليق