بقلم / داليا مهني
الحياة مليئة بالأحلام والطموحات، ولكل فرد الحق في صياغة حلمه الخاص الذي يعكس شغفه ورغباته الفريدة. ومع ذلك، نجد في كثير من الأحيان أن بعض الآباء يفرضون على أبنائهم تحقيق أحلامهم الشخصية، وكأن حياة الأبناء امتداد لتحقيق طموحات لم يتمكنوا من الوصول إليها بأنفسهم. هذه الظاهرة، التي تبدو ظاهريًا مدفوعة بالحب والرغبة في مصلحة الأبناء، قد تؤدي إلى نتائج عكسية، تتمثل في حرمان الأبناء من حرية تحديد مساراتهم الشخصية والشعور الحقيقي بالإنجاز.
غالبًا ما ينبع إصرار الآباء على فرض أحلامهم من تجربتهم الشخصية. ربما عاشوا ظروفًا صعبة أو فشلوا في تحقيق أهداف معينة، فيرون في أبنائهم فرصة لتحقيق ما عجزوا عنه. من ناحية أخرى، يعتقد البعض أن لديهم الخبرة الكافية لتحديد المسار “الصحيح” لأبنائهم، خاصة في مجالات الدراسة أو العمل، حيث يرونها أكثر أمانًا واستقرارًا.
و لهذا تأثير سلبي علي شخصية الأبناء منها :
فقدان الهوية الشخصية: عندما يُجبر الأبناء على السير في مسار لا يعبّر عن طموحاتهم، قد يشعرون بفقدان ذاتهم وشعورهم الحقيقي بالهدف.
الضغط النفسي: قد يؤدي السعي لإرضاء توقعات الوالدين إلى شعور الأبناء بالضغط والتوتر المستمر، مما يؤثر على صحتهم النفسية.
غياب الشغف: النجاح في الحياة لا يتحقق إلا من خلال الشغف، وعندما يسير الإنسان في طريق لا يحبه، يصبح من الصعب عليه تحقيق الإبداع والتفوق.
فبدلًا من فرض الأحلام، يجب أن يكون هناك حوار بين الآباء والأبناء قائم على التفاهم والاحترام. على الآباء أن يدركوا أن دورهم يتمثل في توجيه الأبناء ودعمهم، وليس رسم حياتهم بالكامل.
تشجيع الأبناء على التعبير عن أحلامهم: من المهم أن يستمع الآباء لرغبات الأبناء دون أحكام مسبقة، وأن يساعدوهم في تطوير مسار يناسب شخصيتهم.
التوازن بين الخبرة والحرية: يمكن للآباء تقديم نصائح مستمدة من تجاربهم دون أن تتحول إلى أوامر قهرية.
قبول الاختلاف: على الآباء أن يتقبلوا أن لكل شخص طريقته الخاصة في السعي لتحقيق النجاح والسعادة.
الحلم حق شخصي لا يمكن لأحد أن يفرضه على الآخر، حتى لو كان من أقرب الناس إليه. إن الحب الحقيقي للأبناء يتمثل في احترام أحلامهم ودعمهم لتحقيقها، وليس في فرض أحلام ربما لا تعكس شغفهم أو مواهبهم. فالنجاح والسعادة لا يمكن أن يتحققا إلا عندما يعيش الإنسان وفقًا لما يؤمن به ويريده، وليس وفقًا لما يريده الآخرون له.
إرسال تعليق