عصام الكدرو
البرد في القاهره
والخوف المدفون من مصير في علم الغيب محجوب من وراء غيوم
يتوعد اللاجئين تهديد من وعيد موجة من صعيق توحي بموت سريع ولله في خلقه شؤون
الفنان الروائي التشكيلي الشاعر محمد حسين (بهنس )
ابن امدر العريقة عاصمة الثقافة
حيث الفن جوهر مخزون
درر من الهام مكنون
مرتع من نغم وشجون
الأستاذ محمد حسين (بهنس)
صاحب مدرسة رسم تشكيلي في غاية الاتقان سحر من انسجام موسيقي انامل تعزف برقة وتر موزون
مولود فنان ذو حس مرهف حنون
وشفافية فاقت حد الظنون
ووجه مشرق مرواد من كحل للعيون
وقلب مترع بروائع الفنون
ووجدان في دورة من خفقان
يعطي دون من او اذي بالابداع زولا مفتون
هكذا خلق الفنان نور في ليالي الكون
خرج علي مضض من السودان يتوكا عصاة التفاءل
بحثا عن مرفي آمن وذات مفقود في زمن (سايقو) مجنون
الخوف من موت (بهنس) امر قاسي يكون لتلك الجموع البشرية
الذين اخرجتهم الحرب الظالمة قسرا
الي دولة مصر اغلبهم لا ماؤي ولا معين من خارج الحدود يساعد جياع لكرامتهم يصون
بكل تاكيد
سيتجرعون كاس من مرارة
تجرعه الفنان التشكيلي بهنس
من قبل وفاته
والبرد القارص والثلح
من بين السحاب
خطر مشحون
حيث هنا بدولة مصر
(مافيش يمه ارحميني). علي حد قول اخوتنا المصرين
خرج محمد حسين يهنس مجروح
الفؤاد من بين جنبات قلبه حزن
عميق يزداد جراح
مودع وطن حافل بلمة الاحباب
حاملا ريشة فنان ترفرف شراع علي بحار الآمال
يمني النفس بحلاوة الايمان ان يجد روح من ابداع غائبة من مسارح الاستمتاع ضاعت مع حكم دكتاتورية العسكر وتضيق الخناق شكلا من العقاب
وحجر حرية الافكار نوعا من الارهاب
وكسر قلم الاحرار جزءا من فساد
سافر الي قاهرة
المعز عسي ولعل ان يجد ضالته
التي فقدت في ربوع السودان
استقر في القاهره قرابة السنتين
الي ان ضاقت
به نوائب الدهر خناقا وتعسرا
لدرجة النوم في الشوارع
حيث لا ام حنينة ولا عطف من أخوان
كانت الشوارع له اكثر أمانا من جفوة الانسان
كان وحيدا ظل يعاني
ظلمة الوحدة وليل السهاد
والجوع الكافر بشراسة يطارده كمطاردة الكلاب إلجائعة
لم يجد من حوله حبيب ولا حتي صحاب يازرونه بلمسة ترحاب
ساءت حالته النفسية
من تردي وانفجار في دواخله من بركان والظروف تغلق مليون باب
كان عزيز النفس نظيف اليد عفيف اللسان
الشارع مسكنه والفقر المدقع موطنه والبؤس مشربه وورق الشجر غذاءه والعراء لحافه
الاديب محمد حسين (بهنس)
في ليلة شتوية شديدة البرودة
حيث لا توجد درجة للحرارة ان تكون دفئا من الرافة
والجسم معلول يرتجف لا غطاء ولا لحاف ولا وسادة اتكاءة يرتاح
لا شي يذكر غير زمهرير الشتاء صوتا يجتاح عالم الصفاء
في تلك اليلة الماساوية غالبه النوم من شدة التعب والارهاق
نام دون ان يشعر علي مسطبة خرصانية في ميدان العتبة العام والبرد له بالمرصاد والظروف قسوة من انتقام
هنا القاهره
عند صباح باكر جليد من ركام يغطي جسد إلفنان السوداني (بهنس) كانت الماساة بكل جبروتها حاضرة مشهد حزين يدمي القلوب احزان وتجمهر من ازدحام
وجدوه ميتا متجمدا من شدة البرد
الذي لا يمكن له من حماية
إلا عبر (دفاية) كهربائية من داخل غرفة محكمة اقفال باحكام
واسفاه نعم ميتا بعيدا
عن الديار والاحبة في غياب
تام
جواره لوحة رسام
وريشة تزرف مداد كأنما دموع
كادت ان تترجم رسما معبرا
عن ظلم الزمن وجور الحكام
وضع في ثلاجة اموات دون اسم وعنوان
وكتب عليه مجهول الهوية بدلا من ان يكون فنان عالمي ممثلا للسودان
محض الصدفة هي من جعلت صديقا له ان يتعرف علي. وجه الفنان ( بهنس) من كرم الله
ان لا يدفن مجهول الهوية في غربة من هوان
فكانت الصدمة الكبري موت بهنس الفنان
لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي المنان
فنان في قامة محمد حسين (بهنس) يموت في شكل درامي محزن
وهو من جعل اللوحات تستنطق كلام
وغيره كم من عاطل خامل الفكر والابداع يتحدث في الشأن العام !!!!!!!!
مات الفنان التشكيلي محمد حسين يهنس في صمت وسكون
دون ان يشعر به احد
نعم سافر في صمت دون ضوضاء
تلك الجرح الذي لم يندمل
لكل مثقف مهتم فنان
لله درك استاذنا بهنس والارشيف زاخر بروعة اللوحات التي رسمت من شعور فنان
وكتابات من شعر ترفد للارواح راحة من استجمام
هكذا يموت الفنان الذي ينتمي للسودان
في العام 2013 تواري جثمان فنان في تربة امدرمان
السلام عليكم ورحمة الله الاعلامى الرقم صعب التجاوز ود الكدرو عصام حسن طابت أوقاتكم جزيت خيراً وأن تبعث بعده رسائل فيها عبرت عن معاناة أهل السودان كان الله في عون الجميع
ردحذفد. تاج السر الصديق محمد
شكرا ايها البروف العريق أصلا ومعني
حذفرحم الله هذا الإنسان الفنان رحمة واسعة. ما رحمه اهل الارض ...يرحمه اهل السماء.
ردحذفأمل فتح الرحمن عمر
جزاك الله اختي امل رحم الله اديبنا بهنس
حذفبهديك الفوضي وصراع طفلين في ساحة روضه
ردحذفبهديك حزنك ست الفول ما بين الخمشه وعن اذنك
الا رحم الله الفنان المتكامل بهنس رحمه واسعه
شكرا صديقي واخي الصغير الحبيب المثقف حد الثقافة احمد
حذفإرسال تعليق