بقلم: طارق حسن
يظل النادي الأهلي أحد أعظم الكيانات الرياضية في إفريقيا والعالم العربي، و صرحًا شامخًا تعاقبت عليه أساطير خلدت أسماءها بأحرف من ذهب، مثل التتش وحجازي وصالح سليم والوحش، في سلسلةٍ لا تنتهي من القادة الذين نقلوا شعلة المبادئ من جيلٍ إلى آخر.
الأهلي ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو مؤسسة تحمل تاريخًا زاخرًا بالبطولات والمواقف التي شكلت جزءًا من ذاكرة الرياضة المصرية والإفريقية. فمنذ السبعينيات وحتى اليوم، يحظى الأهلي بشعبية جارفة جعلته معشوق الجماهير. ولكن، لماذا لم يصل منافسوه، وأبرزهم الزمالك، إلى نفس القاعدة الجماهيرية على الرغم من محاولاتهم المستمرة؟
مبادئ الأهلي.. إرثٌ صالحٌ للتطبيق
في عصر المايسترو الراحل صالح سليم، تعلم الجميع أن الأهلي ليس مجرد فريق، بل منظومة قيم وأخلاقيات رسخها الرجل بجهده وعقله. هذه المبادئ جعلت الأهلي مدرسة في الالتزام والانضباط، وكانت بمثابة دروسٍ للأندية الأخرى.
الالتراس وتراجع السحر
مع ظهور ظاهرة الالتراس، بدأت العصا السحرية التي ميزت الأهلي تتراجع تدريجيًا. وبدأت الأزمات تتوالى، منها قضايا فساد شهيرة طالت بعض المسؤولين. جاءت محاولة المهندس محمود طاهر لاستعادة القيم الأصيلة للنادي، فحقق جزءًا من النجاح، لكنه لم يكتمل.
وعودٌ بلا وفاء
مع تولي الكابتن محمود الخطيب رئاسة النادي، قدم وعودًا كبرى لجماهير الأهلي، أبرزها بناء "استاد الحلم". ولكن بدلًا من ذلك، اكتفى بتأجير استاد السلام، وأعلن أنه سيكون استاد الأهلي الجديد، في خطوة أثارت الجدل. وعندما فسخ عقد الإيجار لاحقًا، لم تُحاسب الإدارة على هذه القرارات المتخبطة.
الجماهير.. غضب متراكم
وصل الأمر إلى نقطة الانفجار عندما قامت الجماهير بسب لاعبي الفريق خلال مباراة داخل استاد القاهرة. هذا المشهد الغريب يعكس حالة الاحتقان التي يعيشها جمهور الأهلي بسبب ما يعتبرونه تخبطًا إداريًا وفنيًا. وما زاد الطين بلة، تصرفات بعض اللاعبين، مثل إلقاء قميص النادي على الأرض، وهو تصرف غير مقبول مهما كانت النوايا.
الأهلي بين الماضي والحاضر
إن هذا الكيان العظيم يعاني الآن من إدارة تعتمد بشكل كبير على لجان السوشيال ميديا، بدلًا من التركيز على العمل الميداني والتطوير الحقيقي. ومع ذلك، يظل الأمل قائمًا بأن تعود المبادئ التي رسخها صالح سليم لتحكم مسيرة النادي مرة أخرى، ليظل الأهلي فوق الجميع.
ختامًا، هل يعود الأهلي إلى مساره الصحيح؟ أم أن الأزمات ستظل تعصف به حتى يفقد بريقه الذي لطالما أضاء سماء الرياضة المصرية؟
إرسال تعليق