كتبت : أسماء الفقي
في غزة، الشتاء ليس فصلًا عاديًا. المطر الذي يراه البعض نعمة، هو في غزة نقمة على أهلها. المخيمات التي يعيش فيها الناس لا تقي من الرياح، ولا تحمي من المطر. الأطفال يرتجفون من البرد، يبحثون عن دفء لا يجدونه، ووجوههم الصغيرة تحمل علامات البؤس.
حين تهطل الأمطار، تتحول الشوارع إلى بحيرات من الوحل. المياه تتسرب إلى داخل الخيام، فتبلل الفراش القليل الذي يملكونه. الأمهات يحاولن تغطية أطفالهن بقطع قماش بالية، لكن البرد أقوى. الرياح تقتلع الأسقف المصنوعة من البلاستيك، وتترك العائلات مكشوفة تحت السماء.
في هذه الظروف القاسية، لا يوجد طعام يكفي، ولا أدوية تعالج الأمراض الناتجة عن البرد والرطوبة. الأطفال يصابون بالسعال والحمى، والكبار يعانون في صمت. ومع كل هذا، لا أحد يسمع صرخاتهم أو يشعر بمعاناتهم.
غزة ليست كأي مكان آخر. هنا المطر يعني معاناة، والرياح تحمل الدمار. كل يوم يمر في الشتاء هو اختبار جديد لصبر الناس وقدرتهم على التحمل. ورغم كل هذا الألم، يظل أهل غزة يحاولون البقاء على قيد الحياة وسط كل هذا
إرسال تعليق