قصه حياه الفنان يونس شلبي

كتب صابر الاسمر 

يونس شلبي، أحد أشهر نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، ترك بصمة فريدة في تاريخ الفن بأدواره المحببة وأدائه العفوي. وُلد يونس علي يوسف شلبي في 31 مايو 1941 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، مصر. نشأ في أسرة متوسطة وتعلّق بالفن منذ صغره، حيث كان مولعًا بالتمثيل والمسرحيات المدرسية.

البدايات الفنية:

بعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق يونس شلبي بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، حيث درس على يد كبار الأساتذة في عالم التمثيل والإخراج. تألق شلبي سريعًا بفضل موهبته الفريدة وقدرته على الارتجال، مما لفت الأنظار إليه كممثل واعد في فترة السبعينيات.

كانت انطلاقته الحقيقية من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" في دور "منصور"، والتي عُرضت لأول مرة في عام 1973 وحققت نجاحًا هائلًا، حيث أصبح هذا الدور أيقونة الكوميديا المصرية. تميز شلبي بأسلوبه البسيط والضحك العفوي الذي كان يسحر به الجمهور.

مسيرته السينمائية والتلفزيونية:

استمر يونس شلبي في تقديم الأعمال الناجحة بعد ذلك، وشارك في العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا مثل العيال كبرت ومبروك وبلبل. كان له دور بارز في نشر البسمة على وجوه المشاهدين، سواء من خلال أفلامه أو أدواره في المسلسلات التلفزيونية مثل "بوجي وطمطم"، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من ذكريات الطفولة لدى الكثيرين في مصر.

كانت أدوار شلبي تجمع بين البساطة وخفة الظل التي جعلته محبوبًا لدى جميع فئات الجمهور، كما عمل مع كبار الفنانين في عصره مثل عادل إمام وسعيد صالح.

حياته الشخصية:

على الرغم من شهرته الكبيرة، كان يونس شلبي إنسانًا بسيطًا في حياته الخاصة، معروفًا بطيبة قلبه وتواضعه. تزوج وأنجب أطفالًا، وكان يسعى دومًا لتوفير حياة كريمة لهم بعيدًا عن الأضواء. واجه يونس شلبي تحديات صحية في أواخر حياته، حيث أصيب بمشاكل في القلب وعدة أزمات صحية أخرى أدت إلى تراجع نشاطه الفني بشكل ملحوظ.

نهاية الرحلة:

تعرض يونس شلبي لأزمات صحية متتالية، واضطر للخضوع لعدة عمليات جراحية، ورغم ذلك ظل محاطًا بدعم زملائه ومحبّيه. وافته المنية في 12 نوفمبر 2007 عن عمر يناهز 66 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا من الضحك والفرح. أثرت وفاته في جمهوره وزملائه الذين نعوه بكلمات مؤثرة، مُعربين عن فقدانهم لرمز من رموز الفن المصري الأصيل.

إرثه:

يُعتبر يونس شلبي واحدًا من رواد الكوميديا الذين ساهموا في تشكيل هوية المسرح والسينما المصرية في فترة السبعينيات والثمانينيات. بقيت أعماله جزءًا من التراث الفني الذي يستمتع به الأجيال الجديدة، وتُعرض أعماله باستمرار لتعيد للجمهور ذكريات الزمن الجميل.