كتب : أيمن شاكر
الزواج شرعة الله وهو من أقدس الروابط البشريّة التي تقوم على الرغبة والإختيار والرضا المشترك ، وأحد أركان بناء المجتمعات وعماد الأسرة القويم التي هي أساس المجتمع ، وهو وسيلةٌ لإشباع حاجات الإنسان العضوية
فلكل شعب عادات وتقاليد تختلف طبقاً للبعد الجغرافي والموروث الحضاري والثقافي
تحكمها قوانين دينية واجتماعية متوارثة تضفي الصفة الشرعية والرضى على قران شريكين متلازمين مدى الحياة ،
إلا أنها تتفقُ في تقاليد المغالاة في المهور ، والبذخ في تكاليف الزواج وبالتالي ارتفاع مقلق لمعدل العنوسة .
وتؤثر تكاليف الزواج الباهظة على المجتمع بشكل كبير ، لأنها تؤدي في غالب الأحيان إلى عزوف الشباب أيضاً عن التفكير في الزواج واختيار العزوبية ، بل ان إحدى الدراسات كشفت أن الشاب قد يصل إلى سن الـ40 ليتمكن من جمع تكاليف الزواج ، نظراً لتكاليفه ومتطلباته العالية وإصرار بعض الأسر على المغالاة في تكاليف الزواج والمبالغة بل والتنافس في ذلك .
هذه الأيام أرى فى كل مكان مشكله كبيره عند زواج الشباب وهى التركيز على النواحي المادية التي تخرج أحيانا عن المنطق في المبالغة في نفقات الزواج
التي معظمها يذهب سدى في يوم الزواج
لتبقى الديون المتراكمة سنوات بعد الزواج والتي من شأنها إضعاف تلك العلاقه بين الزوجين
ومن أهم الأسباب وأولها هو البزخ
ويبدأ منذ الخطوبة ، على شكل سهرات وعشاء فى أماكن فاخره والميكب وإختيار الفستان .
والسبب الثانى هو مصاريف العرس
وهنا تكمن المشكلة ، فمصاريف العرس هذه الأيام كبيرة ومتعبة ومنهكة للعريس ، وأيضا منهكه لوالد العروسه
ليس لأنها كذلك . بل إنه التقليد الأعمى والمباهاة المزيفة التى تكمن وراء ذلك .
فآم العروس تقارن عرس ابنتها بأغلى مصاريف عرس في بلدتها بغض النظر عن اختلاف الإمكانيات المادية .. وهذا الفعل أصل المشكله
ووفق تقديرات رسمية يبلغ عدد الغارمات بالسجون المصرية نحو 30 ألفاً ، وحسب تقرير حقوقي صادر عن ملتقى الحوار للتنمية فأغلب الغارمات اضطررن للاستدانة بسبب تكاليف زواج بناتهن .
ومع إقترابها إلى الحلقوم وجدنا اجتماعات للعائلات سواء الكبيرة آو الصغيرة هدفها الحد من ظاهرة التكلفة العالية والغير ضرورية للزواج وللأسف جميعها فشلت واستمرت التكاليف الباهظه
واستمرت الديون واستمرت المشاكل . لذلك لابد من بدائل نفكر بها للتقليل من نفقات الزواج
فأنا من منبرى هذا أدعو كل الناس بصفه عامه والأباء والأمهات بصفه خاصه إلى مبادره ( مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) من أجل التخلي عن العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة ، والهدف منها هو العودة إلى نداء العقل وصوت الحكمة مقابل عادات مجتمعية خارجة عن السيطرة .
وأخذاً بقول الله فى محكم تنزيله :-
( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).[١١] صدق الله العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه
إرسال تعليق