رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


هم فاعل و ليسوا مفعول به









 

بقلم / داليا مهني


يشكل أبناءنا من أصحاب الهمم جزءًا _لا_ يتجزأ من نسيج المجتمع، حيث يمتلكون قدرات وإمكانات تجعلهم أفرادًا فاعلين يستحقون الاحترام والمساواة في الفرص. لكن ما زال البعض ينظر إليهم كأنهم فئة تحتاج فقط للعون أو كوسيلة لتحقيق أهداف محددة، كالترويج لصور معينة من التعاطف أو كجزء من حملات تسويقية. لذلك فنحن بصدد  مناقشة أهمية فهم أصحاب الهمم  كهدف حقيقي يستحق الدعم والتقدير، وليس كوسيلة تُستغل لمصالح شخصية أو مؤسسية.

و أن يكون أصحاب الهمم  هدفًا يعني أن نسعى جاهدين لضمان كرامتهم وحقوقهم الإنسانية دون استغلالهم. فهم أفراد يمتلكون قدرات وطموحات تميزهم كغيرهم، وواجبنا أن نكفل لهم الفرص للمشاركة في الحياة الاجتماعية والتعليمية والمهنية بشكل فعّال. هذا يشمل تأمين فرص عمل تتماشى مع مهاراتهم، وتوفير بيئات تعليمية تدعم تنمية إمكاناتهم، إضافة إلى تهيئة الأماكن العامة لتكون ميسرة للجميع. هذا يجعل من أصحاب الهمم غاية نسعى لتحقيقها، حيث يكون الهدف هو تحسين جودة حياتهم وإعلاء كرامتهم الإنسانية.

 ايضا التعامل مع أصحاب الهمم كهدف يتطلب رؤية شاملة تجعل من تمكينهم ركيزة أساسية في خطط التنمية. يشمل التمكين تزويدهم بالمهارات والمعرفة التي تؤهلهم للاستقلالية والاندماج في المجتمع كأفراد منتجين. هذا يعني أن نوفر لهم دعمًا تعليميًا متخصصًا، وبرامج تدريبية تؤهلهم للانخراط في سوق العمل، إلى جانب التوعية المجتمعية التي تساهم في تعزيز قبولهم ومساواتهم.

يوجد العديد من قصص النجاح الملهمة لاصحاب الهمم في مجالات شتى، من الرياضة والفنون إلى العلوم والأعمال. هذه الإنجازات تظهر أن العقبات يمكن أن تُذلل بالتحدي والإصرار، وتعكس قدرة هؤلاء الأفراد على الإسهام بفعالية. من المهم أن تُروى هذه القصص بطريقة تدعم التحفيز والفخر بدلاً من استغلالها كوسيلة دعائية. قصصهم ليست لإثارة الشفقة، بل لإثبات أن تحقيق الأهداف ممكن وأن ذوي الهمم يستحقون دعمًا حقيقيًا لبلوغ طموحاتهم.

 و من الضروري تعزيز التوعية المجتمعية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والتركيز على فكرة المساواة. في ظل تزايد الاهتمام بقضاياهم، نلاحظ أحيانًا استغلالًا إعلاميًا أو دعائيًا يعرضهم بشكل قد يضر بكرامتهم. يُستخدم البعض منهم أحيانًا كوسيلة لجذب التعاطف أو إبراز صورة إيجابية للمؤسسات، بدلًا من أن يُنظر إليهم كأفراد يستحقون فرصًا حقيقية تتيح لهم التقدم. من الضروري أن يكون هناك ضوابط أخلاقية لحماية كرامتهم والابتعاد عن استغلالهم في أي سياق.

ختامًا، ذوو الهمم هم هدف نسعى لتحقيقه من خلال توفير بيئات تمكينية واحترام حقوقهم وتعزيز مشاركتهم في المجتمع. رؤيتهم كهدف يعكس التزامنا ببناء مجتمع أكثر إنسانية وشمولية، حيث يُعامل كل فرد بكرامة واحترام، ويُمنح الفرصة الكاملة لإظهار طاقاته.

و اخيرا أن نتعامل معهم علي أنهم فاعل و ليس مفعول به

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips