بقلم/ عصام الكدرو
رحلة كانت في غاية الشقي والضنك يمشيا معهم اصتحابا خطوة بخطوة ليت صديقي كان وحده لظل داخل الوطن ثابتا لا يتزحزح ولكن عندما يكون لك زوجة واطفال هنا الأمر يختلف جملة وتفصيلا وخصوصا خطر الموت من كل حدب يهدد حياتهم. استقر الراي الحكيم في عقل صديقي ان يرحل بهم مهما يكون اهون بكثر ان يكونوا عرضة للفناء توكلوا علي الله ان يتجهوا من الخرطوم صوب مدني بحثا عن تامين حياتهم وخوفا ان تصيبهم قذايف صاروخية او رصاص طائش يجعلهم من ضمن الاموات.. وصلوا أرض المحنة بسلام.
ولكن شاءت الاقدار وفجاة دون انذار داهمهم التتار في مدينة مدني بعد ان ظنوا أنهم في مامن حملوا اطفالهم علي الاكتاف خوفا من دوي الدانات والرعب يكاد ان يغتالهم.
من أرض الجزيرة العودة كانت مستعصية للغاية مرة اخري للخرطوم رفعوا شعار التوكل علي الله يجرجرون خطواتهم المثقلة بالهم نحو مصير مجهول لم بتضح له معلم وماذا يخبي لهم من مصائب نوائب الدهر بعد ان كادت الارواح تخرج وصولوا الي بحري والخوف من امامهم ومن خلفهم توجهوا بما تبقي لهم من قوة بكل صعوبة الي عطبرة من ثم الي الحدود القاحلة والصحراء الممتدة طولا وعرضا والنفوس كادت ان تصعد الي السماء لولا رحمة الله وعنايته بهم لهلكوا جميعا
استقر بهم المقام بعد عناء شديد ووعثاء من سفر في دولة مصر الحبيبة يبتغون الحماية لقد ظلوا اكثر من اسبوع انتظارا في العراء ينتظرون فرج الوصول الي اسوان ومنها الي قاهرة المعز التي تستغرق يوما بالتمام والكمال الي حيث الوصول الي القاهرة التي كانت تنتظرهم مكشرة انياب العذاب من سؤ الاجراءات لم يهدأ لهم بال ما لم يكون تحت حماية الامم المتحدة المناط بها حماية الفارين من الحروب وهذه رحلة اخري تستغرق شهور حتي تنال الحماية القانونية لضمان البقاء بدولة مصر أمنا ..عزيزي القارئ لك ان تتخيل المسافات التي قطعها صديقي واسرته بحثا عن حياة امنة لهم معه اطفال لم يبلغوا الحلم بعد.. وهناك اسر مازالت تتعثر خطواتها للهروب لا تملك مالا ولا غذاء طعامهم هو العناء شرابهم دموع مالحة المذاق .والشتاء القارس يزداد التهاب وصرخات البراءة تصم اذن السماء هي الحرب التي جعلت الناس يتصارعون من اجل البقاء الناس في بلادي اصبحوا هياكل عظمية منزوعة اللحم تاخذها الرياح الي وادي سحيق تمشي علي الارض تترنح يمينا وشمالا خرجوا من دايرهم خروجا قسري مكسورين الخاطر مجبورة اقدامهم تواصل السير حيث لا يعلمون ما يخفي لهم القدر المحتوم لا يملكون شيئا غير الدموع تبلل ثيابهم و السؤال لله ان ياخذ بايديهم في طريق محفوف بالمخاطر رحلة كانت مؤلمة وشاقة حد الشقاوة الهروب الي الامام خيرا من الرجوع لخط النار في الهروب راحة لهم أفضل من مواجهة الموت ألحتمي لقد دخل في نفوس اطفالهم الرعب المخيف لن يخرج بسهولة ستظل هواجس تلازمهم طول العمر لن تباريح مخيلتهم بعبعا مخيف... فالحياة في ألقاهره برغم جحيمها أخف وطاة من ان تعيش في وطن ارضه جحيم وسماءه لهيب في الوطن من الساهل جدا ان تفارق الدنيا في اي لحظة برصاصة طائشة من من تخرج الرد جاهز موجود سيقولون جاءت من مجهول الهوية بمعني طرف ثالث غير معروف خوفا من مواجهة الحقيقة . لقد كان امام صديقي خياران لا ثالث لهما فكان الخيار الاول ان يجازف بحياة اسرته عبر صحراء جرداء خيرا له من ان يعرص حياة اسرته لمخاطر الموت خياران احلاهما مر.لقد سرد لي عبر رسالة صوتية ما يشيب له الولدان من مآسي جسام لم يكن يتوقعها في يوم من الأيام ان تمر علي حياته فقلت مطبطبا له حمدا لله انكم وصلتم سالمين لم تكن وحدك من واجه مصير الموت وجها لوجه فالموت اصبح في بلادي بلا ثمن حسبكم الله في من أشعل حربا حرقت الأخضر واليابس ودمرت كل البني التحتية واغتالت الابرياء اللذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل صراع من اجل السلطة والتربع علي كرسي القصر وكانما هناك صكا لهم يضمن بقاءهم طول العمر ويضمن لهم مكر الله يمكرون والله خير الماكرين ويصور لهم خيالهم المريض انهم علي حق واكثرهم للحق كارهين أو ربما امنوا بان الله غير موجود ولكن جعلهم الله في ضلالهم يعمهون يجعلون من الحق ستارا من خلفه جرائم ما انزل الله بها من سلطان يظنون وليس كل الظن اثم انهم رسل السلام وائمة الايمان وخلفاء الله في الارض نفوس مريضة ليس الا. صبرا يا صديقي فإن في الصبر جزاء جميل هناك رب موجود يدبر امر العباد إن الله لطيف بخلقه ومنتقما جبار يوم يحملوا علي الاكتاف تصحبهم اوزارهم الفظيعة الي مقابر الاموات حيث مرقدهم الاخير عندها سيعلمون الي اي منقلب ينقلبون سيسالون بأي ذنب تم اغتيال وتشريد اهل السودان انه حكم الله يا صديقي لقد تعلمنا من رسولنا الكريم بان هد الكعبة اهون من قتل نفس مؤمنة ....
قتل نفس مؤمنة كأنما قتل الناس جميعا فما بالك في اغتيال ملايين من الابرياء لك ان تعلم تمام العلم لن تحقق لهم غاية ولن ترفع لهم راية دعوات المظاليم ترفع بين الغنية والاخري عند كل ثانية للملك الجبار والذي بعث محمد بالحق لن ترد سريعة الاستجابة ستري ونري معك حكم الله العادل ينفذ فيهم قصاص في الدنيا قبل الآخرة ما سيصيبهم من وبال صبرا صديقي ان غدا لناظره قريب سترجع والسودان تحت ظل عهد القانون والعدالة بثوب جديد ان الله غالب علي أمره .حسبكم الله يا اهل السودان الطيبين ...
التحايا لشرفاء القوات المسلحة.دولة القانون لازم تعود والعدالة بين الناس تسود..
إرسال تعليق