رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم


العالم البروف عبدالله حامد محمد خير











بقلم/عصام الكدرو.... 


اللهم ألهمني ان إسرد ما يليق بالمقام والقدر الذي يستوفي كمال التمام لمثل البروف عبدالله حامد يستوجب ان تسطر عن سيرته مجلدات ليس كتاب ومداد يخط حروف من ذهب تلالا وكلمات من ضوء القمر نورا ساطعا علي صفحات عرضا وطولا كاملة الإمتداد علي اصقاع الأرض غربا وشمالا تتجاوز كل الحدود جنوبا وشرقا  في رجل كالصحابي بمثابة نسمة للروح ونوافذ للعلوم حينما يذكر البروف تتضاءل قاماتنا تتعثر خطوات الكتابة ترتجف من المهابة. كان    علي النهج يسير وعن طريق الحق لن يحيد .لقد واجه سفرا محفوف بالمخاطر الجسام وصحراء جردا تنعدم فيها سبل الحياة  وطريقا وعر تكاد الروح ان تموت لولا فضل الله لقد تزود  بزاد التقوي حمدا وشكرا لله  خرج تاركا أرثا عظيما تضمن كل الكتب الفقهية والسير النبوية اكثر ما حاز في نفسه تركها مجبورا لسطوة الغبار احتلالا عنوة وتجبرا حجبتها خيوط العنكبوت عناية حفظا من التأكل والاندثار ترك دار العلم تئن وتبكي للفراق .الخلوة التي كان يقيم فيها الليالي صوما وتعبدا دنسوها الرجرجة اللئام لقد عز عليه وداع مرتع الصبا والعبادة والسجود علي تراب التقابة العيون تزرف دموع والقلب موجوع والوجدان يشدو مدحا للرسول يرسل غراما وسلاما والنفس معلقة تهفو هيام للدار والنظر يتامل في لحظة انسجام متواصلا  وصال الي حيث طهارة المكان .ان كان الشباب لا يتحمل وعثاء السفر فكيف لرجل حكيم مثله ان يتحمل مضبات الطريق العويص لقد مداه الله صبرا جميلا    تحرك من مدينة الكدرو مكسور الخاطر عبورا و مرورا  بكل المسافات البعيدة والفيافي المخيفة وكم من وادي سحيق فكان الأمر حقا عسير  الهروب من الجحيم امرا قاسي شديد القساوة علي القلب لدرجة لا يمكن ان  تتخيلها الأمر والادهي وجود اسرة كاملة منهم الزوجة المريضة  وكان من ضمنهم نساءا وشبابا واحفاد في طريقهم بحثا عن الامان دخلوا مصر المؤمنة بسلام    من جراء حرب شعواء شردت الاحبة من بعضهم البعض كل انسان في إتجاه مذهول   كانت الحسرة مشهد اليم والجوف محروق حزين لقد كان شيخا ورعا علم جيل يتلو جيل فصارت اجيال علي  امتداد الوطن تشهد بذلك وعلي خشبة المحافل الدولية كان ممثلا يجيد فن الحديث كل ذلك سيظل أجرا عظيما  لم يبخل ويتعالي كان منبع للدرر يتدفق كالشلال دون انقطاع للداني والقاصي مداعبا للصغير قبل الكبير كان عزيز النفس ذو تواضع جم عفيف اللسان كريم الخصال خطواته لم تعرف طريقا للحرام زاهد للدنيا لم تشغله في يوم من الأيام.استقر به المقام بقاهرة المعز جسدا ولكن الروح تتربع جلوسا بمسجده حيث تلاوة القرآن .ابدا ما تمني ان يكون هكذا الحال للسودان دارت الأيام لقد داهمه  المرض اللعين الذي تحمله بصبر جلد الي ان انتقلت روحه الي حيث الرسل والانبياء فكان علي خطاهم يمشي بثبات ثقة وكبرياء شيخا يرتدي ثوب من وقار.

اضف تعليق

أحدث أقدم
Best Blogger Tips
Blog Tips
Best Blogger Tips
Blog Tips