كتب صابر الاسمر
مصطفى فهمي، أحد أبرز نجوم السينما والتلفزيون في مصر، يتميز بجاذبيته وشخصيته الراقية التي جعلته من الوجوه المحبوبة لدى الجمهور. بدأت مسيرته الفنية في السبعينات واستمرت لأكثر من أربعة عقود، استطاع خلالها تقديم مجموعة واسعة من الأدوار المتنوعة التي جعلت منه نجمًا دائم الحضور في قلوب المشاهدين.
البدايات: وُلد مصطفى فهمي في 13 سبتمبر عام 1942 في القاهرة لعائلة تعود جذورها لأصول أرستقراطية مصرية، وهو شقيق الممثل الشهير حسين فهمي. درس في المعهد العالي للسينما وتخرج منه بتخصص التصوير السينمائي، حيث بدأ مشواره الفني خلف الكاميرا كمصور سينمائي. لكن بفضل وسامته وأناقته، لم يمض وقت طويل حتى جذب انتباه المخرجين ليبدأ رحلة التمثيل، وكانت أول أدواره الصغيرة بوابة لفتح آفاق أوسع له في هذا المجال.
الانطلاقة والشهرة: في السبعينات والثمانينات، بدأت شهرة مصطفى فهمي تتصاعد بعد مشاركته في عدة أفلام بارزة، ليتحول إلى نجم شباك بفضل شخصيته الجذابة وأدواره التي تنوعت بين الرومانسية، الدرامية، والاجتماعية. ومن أبرز أفلامه في تلك الفترة الإخوة الأعداء، وليل وقضبان، وحب فوق البركان، حيث أثبت فيها قدراته التمثيلية وأصبح واحدًا من الوجوه الرائدة في السينما المصرية.
التنوع والنجاح في الدراما التلفزيونية: مع نهاية التسعينات، اتجه مصطفى فهمي إلى الدراما التلفزيونية، وحقق نجاحًا كبيرًا بأدوار نالت إعجاب المشاهدين والنقاد. من أبرز المسلسلات التي شارك فيها حكاية حياة، وقضية معالي الوزيرة، وأحلام عادية، ومصطفى كامل. أثبت في هذه الأعمال قدرته على تقديم أدوار متعددة بعمق وإحساس عالٍ، وأصبح له جمهور واسع من المشاهدين في الوطن العربي.
حياته الشخصية وأثرها على مسيرته: على الرغم من نجوميته، عُرف مصطفى فهمي بحياته الشخصية المثيرة للاهتمام، حيث تزوج عدة مرات، كانت أشهرها من الإعلامية اللبنانية فاتن موسى، والتي انتهت بالطلاق بعد سنوات من الزواج. كان لحياته الخاصة أحيانًا أثر على مسيرته الفنية، لكنه استطاع دومًا الحفاظ على احترام جمهوره ومكانته في الوسط الفني.
رحيله وإرثه الفني: رحل مصطفى فهمي تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا، حيث وافته المنية في 2024. تُعد أعماله بصمة فريدة في تاريخ السينما والتلفزيون المصري، ويظل رمزًا من رموز الأناقة والشخصية الراقية في الفن المصري. سيبقى جمهوره يتذكره بكل محبة وإعجاب، وسيظل حضوره الفني يلهم الأجيال القادمة.
بهذا، يسدل الستار على حياة فنية غنية لشخصية فريدة، أحبها الجمهور واحتفى بأعمالها لسنوات طويلة، ليبقى مصطفى فهمي من النجوم الخالدين في تاريخ الفن المصري والعربي.
إرسال تعليق