كتب : أيمن شاكر
سألنى أحدهم : من أين يستقى الناس في غزة تلك القوة كي يتحملوا كل هذا العذاب ؟!
فكان جوابى المقنع ، أنهم يعتادون عليه .
فكل ما يجري في فلسطين ولبنان يؤكد على أن الموضوع ليس أكثر من مشروع له نفس المقاول ، ونفس المهندس ، ونفس العمال . ولكن نحن فى زمن الرأسمالية التى تسيطر على العالم . فى زمن القوى يتحكم كما يشاء فى الضعيف .
فانا مصرى عاشق لوطنى وعاشق لأرض الميعاد
وهى فلسطين الأبيه . أوقات كثيره يجول في رأسي وفى خاطرى بعض الأسئلة عن غزه وشعبها .
هل سيتم تدوين هذا العام من العار في تاريخ فلسطين الحديث ؟
هل سيتم ذكر أن شعب فلسطين لم يجد ما يأكله أو يلبسه في أكثر الأعوام رفاهية لباقي العالم ؟ هل سيتم ربط حرمان الشعب الأبى من كل حقوقه بالنصر بمصطلح ( الوهمى ) ؟
هل سيتم ربط مستقبله ، بقيء الذباب الالكترونى و المتسولين على جراحه والمحللين المأجورين ؟
هل سيتم ذكر في هذه الفترة أن اللصوص وتجار الدم تحكموا في رقابه ولقمة عيشه ؟
هل سيتم توثيق جريمة المكوث في خيمة تحت القصف ؟
فلعنة الله على الظالمين قتلت الانبياء
فأنا فلسطينى :-
أنا المحارب وأمثالي ، وليس الآخرون . أنا الذي يحارب كل الأحلام المغدورة ، والآمال المعطوبة .
يحارب الجوع والعطش ، وقلة النوم ، الحر والبرد ، وعدم توافر أدنى مقومات الحياة .
أنا الذي يحارب تلك المزاجية التي تسكنّني وكل أفكاري السوداء ، التي تدفعني للهروب إلى اللا مكان ، أحارب كرهي للعالم وحقدي على القادة ، أحارب كل الكوابيس اليومية التي تظهر حزنٍ دفين .
أنا الذي يحارب قلق المستقبل ، أحارب الجهل الذي يدعوني للصمود في وطن إغتاله الخونه ، أحارب أصحاب النظرة التفاؤلية ، لان أيديهم لم تمسسها النار ، ويعيشون عيشة المنفصمين نفسيا .
أحارب نظرات أطفالي الحزينة ، وعيون زوجتي المكسورة ، أحارب إنزعاجي من كل السوء الذي يحيط بي ، أحارب وأنا أحاول تزييّن معانتي بكلمة طيبة ، أو ابتسامة عابرة .
يلومني البعض على لغتي التشاؤمية فى كتابة مقالاتى ، وعلى كلماتي الموجعة ، ويرون أن من واجبي أن أكتب بلغة الأمل والحياة ، وأن القادم أجمل .
فإعلم جيدا أنه ليس من طبع الحياة تمام الحظوظ فلا كمال مطلق ولا نقص مطلق ، وثمَّة نعم كُتبت لنا وثمّة حرمان فُرِضَ علينا ، لكن ما يوجع أن ترى الهدم في كل مكان بحجة البناء ،
وأن الباطل يحاصر الحق من جميع الاتجاهات ، وأن من يدعون الخيرية هم شياطين الأرض
قد توجعك الكلمات أو تؤذيك ، ولكنها تكشف لك الحقيقة ، ولأن الإنسان مجبول على النسيان
فنصيحه
إعرف القاع جيدًا ، أحفظه عن قلب ، سجل المواقف وأصحابها ، كي لا تنسى في يوم المعروف وتسامح الذي خذلك .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه
تعليقات
إرسال تعليق