كتب : أيمن شاكر
من أهم الأسباب التى لا تجعلك قادراً على تحمل مسؤولية قراراتك ، وتظل في دائرة مغلقة من التردد وعدم الحسم ... إنك تتعامل مع القرار من منظور الأبيض والأسود
سواء القرار يتعلق بزواج أو وظيفة أو شراء بيت أو عربية ... أو حتى ملبسك ومشربك
فالتفكير بهذا المنظور ، يأتى على شكل إنك تظن إن فيه اختيار واحد هو الصح ، والباقي كله خطأ ...
إن فيه إختيار واحد فقط هو الذى يأتى بالسعادة وباقي الاختيارات فيهم التعاسة ...
فيه اختيار واحد هو النجاح ، وباقى الإختيارات لا يوجد بهم إلا الفشل . وهكذا ...
فالطبيعي أيها القارئ عندما ترى الأمور بهذا المنظور ، إنك تكون متوتر وبشدة ولا تجيد حسم الأمور . ولا حسم قراراتك
لأنك وقتها تظن أن المسألة وكأنها حياة أو موت ...
يا إما تستغل هذه الفرصة بأفضل شكل ممكن ، يا إما إنك تظن إنك أضعت نفسك ، وتسببت لها في التعاسة والألم والمعاناة ...
فالتفكير الصحيح والمنطقي هنا ، هو التفكير بالدرجات .
بمعنى إنك تعود نفسك أنها لا ترى الأمور بطريقة
( إما ـ أو ) وتبدأ تدربها على رؤية قوة الدرجات التى يحققها كل اختيار ...
- فمثلاً إذا حصلت على فرص عمل وتريد أن تفاضل بينها ... فلا يوجد فرصة فيهم تعطيك كل إحتياجاتك ، والفرص الثانية تعطيك صفر
أحتياجات ...
وإنما كل فرصة تعطيك درجة من احتياجاتك ...
فالفكرة هنا إن لا يوجد إختيار هو الإختيار الأمثل الذى لا يوجد مثله ، ولا ينقصه شئ .
وإنما كل اختيار هيناسبك بدرجة ما ...
فلو افترضنا انك لم تختار ( الاختيار الأعلى )
لأي سبب ، فهذا ليس معناه إنك خسرت كل شئ ...
وإنما معناه إنك أخدت اختيار على درجة أقل بقليل من الاختيار الأفضل ...
التفكير بهذه الطريقة ، سيجعلك أكثر هدوءاً وإستقراراً في لحظات التفكير في القرارات التى تخصك ... وتخص مستقبلك
وبالتالي هتكون أكثر قدرة على الحسم واتخاذ القرار الأفضل ، لأنك وقتها ستكون على يقين إن لو فاتك الاختيار الأفضل فأنت لم تخسر كل شئ كما كنت تتخيل ...
إن اتخاذ القرار الصحيح غالبًا ما يؤدي إلى تحقيق الرضا والإنجاز على المدى الطويل ، مع العلم أنك تقترب من المكان الذي تريد أن تكون فيه في الحياة.
وفى النهايه أريد أن أقول لك ... ثق في غرائزك
أنت وحدك من يمكنه أن يعرف حقًا ما إذا كنت تتخذ القرار الصحيح أم لا ؟
إستمع إلى صوتك الداخلي ، وإنتبه إلى العلامات والإشارات التي ترشدك على طول الطريق .
وتذكر دائماً أن كل قرار ستتخذه هو فرصة للنمو والتعلم ، بغض النظر عن النتيجة .
لذا إحتضن الرحلة ، وثق بنفسك ، وكن على يقين أنك على الطريق الصحيح .
وأستشهد بقول رب العزه : فى سوره الأحزاب الأيه 36
" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا "
سنلتقي ان كان في العمر بقيه
إرسال تعليق