كتب/رأفت قطب
الجامع الأزهر - هو رابع جامع أنشئ في مصر منذ الفتح الاسلامي وثاني اقدم جامعة في العالم بعد جامعة القرويين، كما تعتبر جامعة الأزهر الاولى في العالم الاسلامي في تدريس المذهب السني والشريعة ..
شُرع في بناء المسجد بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عقب فتح مصر، و التي عرفت فيما بعد بمدينة الالف مئذنة ..
عام ٩٧٠ ميلادية أمر القائد جوهر الصقلي بالإشراف على بناؤه و وضع الخليفة الفاطمي حجر اساس المسجد في ١٤ رمضان عام ٣٥٩ هجرية بينما أقيمت اول صلاة جمعة به بعد الانتهاء من تشييده في ٢٢ يونيو عام ٩٧٢ ميلادية و كان ذلك خلال شهر رمضان المعظم ..
فور الانتهاء من بناء الجامع تم تعيين حوالي ٣٥ عالم لتولي التدريس داخل الجامعة الملحقة بالجامع ، كما زود الخليفة الفاطمي مكتبة الجامع بالالاف من المخطوطات النادرة و أثراها بأندر الكتب والمجلدات ..
يرجع العلماء والباحثون سبب تسميته "بالأزهر" الى انه سمي بهذا الاسم تيمناً بالسيدة فاطمة الزهراء ابنة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ، بينما ارجع بعضهم سبب التسمية الى الاسم الذي أعطاه الخلفاء الفاطمين الى قصورهم نظراً لكثرة الحدائق الملكية المحيطة بها وهو "القصور الزاهرة" ..
بلغ ذورة قمته وازدهاره في العصر الفاطمي حتى جاء الأيوبيون وأهملوه و لم يولوه العناية الكاملة باعتباره مؤسسه لنشر المذهب الاسماعيلي ، ليعود ويزدهر من جديد في العصر المملوكي حتى عُرف عصرهم بالعصر الذهبي للأزهر الشريف حيث ادخلوا عليه العديد من التوسعات و كانت له مكانة لا تضاهى ..
وجاء العثمانيون باحترام بالغ للجامع الأزهر واعتراف بقيمته الا انهم لم يولوه اي رعاية او اهتمام ..
هذا وقد اشتهر الجامع الأزهر بمآذنه مئذنة الغوري المزدوجة الرؤوس و مئذنة قايتباي ، وقد اولى المماليك اهتمام بالغ ببناء المآذن اعتقاداً منهم انها ترمز للقوة ..
بعد انتهاء الحكم الملكي و تحديداً في عام ١٩٥٢ تم فصل المسجد عن الجامعة ولم يعد المسجد مدرسة كما كان في السابق وتم انشاء كليات رسمية للجامعة عام ١٩٦١م ..
والجدير بالذكر ان شيخ الأزهر يعتبر اعلى مركز في هيكل ادارة الجامع هذا وقد كان العثمانيون هم اول من أوجدوا منصب شيخ الجامع الأزهر ليتولى رئاسة علماؤه .
إرسال تعليق