انا طفل الركام

بقلم/فاطمه تمراز  

أنا الطفل البرئ الذى لا اعيش حياتي 

هجرت الدار وماتوا فيها أهلى وأحبائى 

انا حملت على ظهرى أخى الرضيعى 

يبكى وينوح من البرد وشدة الجوعى

أنا الذى أنتظر المساعدة من أعدائى

جوعان لا طعام ولا أمان 

 انا سكنى من بقايا ملابس أهلى

أبى وأمى ماتوا غدرا فارقونى 

الفرق بين وبينك بعيد يانظيرى 

حسبتك تقيس نفسك بيا ياصديقى 

انت تعيش في بيتك بين أهلك أمانآ

أما أنا أعيش في بلدى مذلول أسيراً 

تذهب إلى مدرسته تلهو و تلعبا

أما أنا أذهب لركام أكل وألبسا 

عندما ترجع تجد ذراعي أمك 

تصيح فرحا مهللة برجوعك 

اما أنا فى الركام أبحث عن أشلائها 

ربما اجد ذراعيها او بقايا ملابسها 

أباك ينفق عليك كثيرا من أمواله 

 وأبى شهيداً أو فى سجون اسيرا 

تنام على سريرك كل ليلة أمنآ

وانا صوت الطائرات مخيفاً 

تصحو فتجدا يد امك تستيقظ

ام انا استيقظ على الدبابات تهرسنى

أمك تعطيك من العصير و الألبان لتشربا 

أما أنا عطشان وماء المطر  كثرة يغرينا 

أمشى بقدمي الصغيرين حافياً 

 فوق الركام وسط الحراق مندهشا 

أسأل نفسى مطأطئ رأسى 

أين بيوتنا أظن كانت هنا 

أين أهلى وأحبأئى وجيرانى 

أين أبى بيوقظنى كل يوم للفجر 

أين أمى دائما تعاقبنى وتصالحنى 

اين اخواتى جميعا كنا نلعب سويا 

بيوت أهلى وأحبأئى وجيرانى 

جميعها أصبحت ركام ودخان 

مالذى جعلنى أعود إلى الركام 

ربما أجمع بقايا ملابسي وألعابى 

او أسمع صوت أحد من أهلى 

أبببببى،، أمممممى ،،أخواتتتتى

لا أسمع صوت أحد منهم فارقونى 

ماعاد الموت يخوفنى ألتهم أحبابي 

أتذكر وأنا فوق الركام كل شىء كان 

ياربى قلبى ينعصر دمأ الحزن يقتلنى 

احنى ركبتي إلى حفر صغيرة 

ربما يصادفنى بقايا أشلاء أمى 

أظن ذراعها أو قدم أخى الصغير 

 ذراع أمى كان يحضنانى ويعاقبنى 

لا حياة ماتت فيها قلوب البشر

يقتل شعبآ يحمل بيده حجر

نحن أهل الأرض منذ أذل الأذل 

ندافع عن أرضنا نكون الغجر 

تقتلونآ بأخطر أنواع السلاح 

وتتهمونآ بارهاب الحجر 

ماذنبى انا وأمى وأخوتى 

نموت أشلاء بلا دفنة 

وليت قضيتى إله السماء

يحكم فيها كيف يشاء