ظهور تابوت الملك سبتاح

كتب/ احمد شفيق 

تابوت الملك  سبتاح، الذي حكم.

 مصر في نهاية الأسرة التاسعة عشرة. سبتاح هو اسمه الولادي، ويعني " المختار من قبل بتاح ". أما اسمه الملكي فهو آخن رع ستبن رع، ويعني " رع هو الحياة لأبيه ". لكن بعد عامين من حكمه، غير اسمه الملكي إلى مرنبتاح سبتاح، ويعني " محبوب من قبل نفروتيتي، المختار من قبل بتاح ". هذا الاسم يشير إلى أن والده كان الملك مرنبتاح، الذي حكم مصر قبل سيتي الثاني. وهذا يعني أن سبتاح وسيتي الثاني كانا أخوة غير أشقاء، وأن سبتاح لم يكن ولي العهد.

سبتاح تولى العرش وهو طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره، وحكم لمدة ست سنوات فقط. كان يعاني من مرض شلل الأطفال، الذي أصاب قدمه اليسرى وجعلها مشوهة ومشلولة. ولهذا السبب، كان يحتاج إلى عكاز للمشي. ورغم صغر سنه وضعف جسده، فقد كان ملكا نشيطا ومبدعا. أنشأ معابد ومنشآت في أماكن مختلفة من مصر، وأرسل بعثات تجارية ودبلوماسية إلى بلاد كنعان ونوبيا وليبيا. كما أنه أعاد تنظيم الإدارة الملكية والدينية، وحاول إصلاح الاقتصاد المتدهور.

سبتاح دفن في مقبرة KV 47 في وادي الملوك. مقبرته كانت غير مكتملة، ولم يتم تزيينها بالكامل. تتكون من ثلاثة ممرات مائلة، تليها غرفة مستطيلة، وغرفة ذات أعمدة، وممرين متتاليين، وغرفة تؤدي إلى غرفة الدفن الأولى، التي تحتوي على تابوت من الجرانيت. وراء هذه الغرفة، توجد غرفة الدفن الثانية، التي لم تكتمل، ولم تحتوي على أي غرف جانبية. تم نقل مومياء سبتاح إلى مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) في وقت لاحق، حيث عثر عليها في عام 1898.

مقبرة سبتاح تعتبر من المقابر الفريدة والمثيرة للاهتمام في وادي الملوك، لأنها تحمل بعض الأسرار والغموض. فمن غير الواضح من قام بحفرها وتزيينها، ولماذا تم تغيير اسم الملك عليها، ومن قام بمحو خراطيشه وإعادة رسمها، ومن نقل موميائه إلى مكان آخر. كما أنها تحتوي على بعض العناصر الفنية والهندسية الجديدة والمبتكرة، مثل الأشكال المجنحة لماعت، والممرات المتعرجة، والقطع الجانبية المهجورة. ولهذا السبب، تستحق المقبرة أن تدرس بعناية وتحلل بعمق.