متابعه عبد السميع المصري
اتذكر في سن السابعة من عمري بحضانة
تسمي ( المدرسة الإسلامية ) و هي علي شكل مدرسة فعلية بالقاهرة .. ولا تبعد كثيراً عن المزار الديني و السياحي ( مجمع الأديان ) فكل اخواتي درسوا بها و تخرجوا منها .
هذه المدرسة كان يمر بها علينا أساتذة بين كل حصة .. و يتفحص بنا عن حلاقتنا .. و كنا نضع أيدينا علي المنضدة لكي يتم التفتيش عن تقليم أظافرنا و نظافتنا الشخصية بوجه عام .
و إذ بالصباح الباكر و بأول حصة كانت من نصيب شيخناً المحبوب الشيخ / إبراهيم - مدرس اللغة و التربية الدينية ( رحمات الله عليه ) و بين زملائي بالفصل طلب منا إرسال تبرعاتنا المادية من خلال أولياء أمورنا لبناء كنيسة بجوار مدرستنا .. و أوضح بشرحه لنا أنه عمل صالح و إنساني و وطني .. و أن مشاركتنا بمثابة إعمار بيت من بيوت الله كمثل المساجد .
و عند إنتهاء يومنا الدراسي عصراً .. و كالمعتاد جأني أخي الذي يكبر عن عمري فوق العشر أعوام .. في كل مرة يصطحبني بالخروج بدراجته الرالي بعد ان يُصلي العصر بمسجد بجوار مدرستي .. و قد وضع عليها لأول مرة كرسياً صغيراً أمامه .. و سعدت بذلك لأنه الكرسي الخاص بي بدلاً من شعورى بمطبات الطريق .
و من ثم عاودنا إلي بيتنا .. في حين لم اتطرق بالحديث مع أخي بهذا الموضوع طيلة الطريق .. دخلت باحثاً عن أمي وجدتها تشاهد التلفاز و اتذكر برنامج الشيف/ مني عامر .. و كان برنامجاً له متابعينه بهذا الوقت و في أوج شهرتها .. و انا لا أبالي و اشم رائحة البطاطا المقلية بخلطة توابل شهية من يد أمي .. فتخطفت بعض منها .
و مرت الساعة و الدقائق و انشغلت بسقي النباتات بفناء البيت مُنتظراً والدي بعودته من عمله لكي احكي له عن ما طلبه شيخ/ إبراهيم .. لأن والدي الأقرب إلي في اي طلب او موضوع .. و فجأ عاود أبي و معه ساعة يد قد وعدني بها و أهداني إياها عندما علم حفظي لأجزاء من القرآن الكريم .. كنت سعيداً جداً علي مكافأته لي في كل مرة و أشعر انه كان فخوراً بي يوماً بعد يوم .. و لكنني احرج ان اطلب منه أموال بعد هديته تلك .. في حين أود أن اتحدث معه قبل أن يوضع و تفترش السُفرة بالغداء و التي يمتنع فيها الكلام .. و غداً سوف يطالبني الشيخ/ إبراهيم بالتبرع بين زملائي .
و ها هو اليوم الذي بعد أن صلي أبي و ذهب إلي فراش نومه متعباً دون تناوله معنا اي طعام أو إحتساء لفنجانه المفضل من الشاي .
و إذ خرجت أمي من غرفتهما و نادت علي وافدة إلي بخبر أن أبيك قد تبرع بالمطلوب للمدير .. و أني غداً سوف أكون برحلة في تلك الكنيسة من بين زملائي كزوار متبرعين .. و كانت سعادتي أن أبي لا يخذلني كالمعتاد و انه يسأل و يعرف عني كل شئ قبل أن ابوح به له .
و في اليوم التالي .. استدعاني الشيخ/ إبراهيم بغرفة المدير و كان اسمه ا/ عطيه .. و تناقل لي أمانة الشكر و السلام لوالدي .. فعلمت بعد إنقضاء الرحلة أن والدي تبرع ليس بمبلغ هين .. كذلك الإهتمام بي أن والدي كان مهندساً فس في ( شركة النصر للتليفزيون و الإلكترونيات ) و من حين لأخر يبعث فنياً من الشركة لتصليح معدات الإذاعة بالمدرسة و كانت تجاوره صداقة وطيدة و طيبة مع المدير .
#مقتطفات_مختارة
تعليقات
إرسال تعليق