محور فلاديفيا – صلاح الدين" هل يكون القشة التى قسمت ظهر البعير؟

كتبت /ايناس العرابى 

محورفلاديفيا - صلاح الدين هو عبارة عن شريط حدودى ضيق لا يتعدى عرضه مئات الامتار ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة ويمتد من البحر المتوسط وصولا الى معبر كرم ابو سالم ويقع بالكامل فى المنطقة ج منزوعة السلاح التى نصت عليها معاهدة السلام بين مصر واسرائيل.

فى عام 2005 عندما انسحبت اسرائيل من قطاع غزة انسحبت كذلك من محور فلاديفيا –  صلاح الدين ومن معبر رفح ونقلت مهمة الاشراف عليهم الى السلطة الفلسطينية مع وجود مراقبين من الاتحاد الاوروبى

ومنذ عام 2013 عزز الجيش المصرى قواته على الحدود المصرية الفلسطينية ودمر الانفاق بين مصر وقطاع غزة للقضاء على عمليات التهريب وضبط الحدود ؛ ومع بداية حرب اسرائيل على قطاع غزة فى اكتوبر الماضى قامت مصر بتعزيز السياج الفاصل بين مصر وقطاع غزة على طول محور فلاديفيا – صلاح الدين.

مع استمرار الحرب التى يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة وسيطرته على جميع معابر القطاع ما عدا معبر رفح ومحور فلاديفيا – صلاح الدين حيث انها الحدود الوحيدة لقطاع غزة التى لا تسيطر عليها اسرائيل تعالت صيحات رئيس الوزراء الاسرائيلى بضرورة اعادة احتلال اسرائيل لمحور فلاديفيا بدعوى ان مصر لا تستطيع ضبط الحدود بينها وبين قطاع غزة مما يسمح بتهريب السلاح لحماس،

وهنا انتفضت مصر معلنة رفضها القاطع لأعادة احتلال اسرائيل لمحور فلاديفيا – صلاح الدين

اولا لانه يتناقض مع معاهدة السلام المبرمة بين مصر واسرائيل منذ عام 1979.

ثانيا لان مصر لم تدخر وسعا  للسيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية وغلق جميع الانفاق بين مصر وقطاع غزة وذلك ليس وليد الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة ولكن منذ عام 2013.

وعندما وجد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو هذا الرفض القاطع من مصر اخذ يتراجع فى تصريحاته بشأن الاحتلال الاسرائيلى لمحور فلاديفيا وبالرغم من ذلك تستمر تصريحات وزراء ومسئولين اسرائيليين عدة بشأن الدعوة لضرورة احتلال اسرائيل لمحور فلاديفيا حتى يتسنى لأسرائيل احكام سيطرتها على حماس وعلى قطاع غزة.

فهل تنفذ اسرائيل تهديداتها بشأن احتلالها لمحور فلاديفيا –  

صلاح الدين ام تتراجع امام الرفض المصرى القاطع لهذا الاحتلال.

وهل اذا احتلت اسرائيل محور فلاديفيا – صلاح الدين تكون قد دخلت فى مشكلة مباشرة مع مصر مما يهدد معاهدة السلام القائمة منذ عام 1979 والتى تحرص اسرائيل على استمرارها حرصا على سلامتها وهل اذا احتلت اسرائيل محور فلاديفيا – صلاح الدين سوف تصمت مصر ام تنتفض حرصا على امنها القومى.

فنتمنى ان لا يكون احتلال محور فلاديفيا –  صلاح الدين هو القشة التى تقسم ظهر البعير ويكون هو بداية المواجهة المباشرة بين مصر واسرائيل.