شباب يتسول (احلام ضائعة ،اموال ضائعة )

بقلم الدكتور/محمود القرمانى 

مع ارتفاع الاسعار  يفكر الشباب في حل السفر للخارج وراء حلم فرصة عمل و تستغل بعض الدول الخليجية للأسف هذه الظروف و تقوم بعمل دعايات براقة و كاذبة و توفير فرص السفر تحت  مسميات و عناوين مختلفة.

 منها من يقوم بالسماح بفيزا سياحية او فيزا مفتوحة للبحث عن عمل مع وضع شروط معينة و منها انك ملزم ان يكون  معك الف دولار عند دخول البلاد  مع حجز تذكرة سفر و رسوم الفيزا و خلافه،   كل هذا اموال تدخل خزينة هذه البلاد. 

يسافر الشاب او الفتاة الي تلك البلاد بعد توفير هذا المبلغ من الاهل و الاصدقاء و  بعد السفر يبحث عن سكن و يبدا البحث عن اي وظيفة ليتفاجئ  الحالم المسافر هناك بالحقيقة و بوضع مغاير تماما لاحلامه البراقة.  

فرص العمل ليست بالسهولة كما توقع ابدا  السكن و المعيشة غالية جدا و فوق طاقته.  

ومع مرور الايام و الأسابيع و الشهور بدون جدوي و مع مرور الوقت يحتاج لاموال اخري من مصر يتم تحويلها لتغطي نفقات المعيشه فقط.   

و في النهاية يعود اكتر ٩٩ ٪؜ من المسافرين مع خسارة مادية يحاول ان يتداركها سنين اخري داخل بلده.   

 النتيجة النهائية و ببساطة ان اموال المصريين  يتم اخراجها من مصر الي هذه البلاد لتنعش سوقها المحلي المتدهور  بفعل الازمة العالمية .

فصاحب البلد يتربح من ايجار مسكن ، صاحب البقالة او  المعارض يتربح من تداول السلع  المخزنة عنده من اموال و يتم تحويلها لشراء ادوات منزلية او سلع ضرورية لمعيشة المغتربين غير ارباح وسائل المواصلات.  

انتشرت تلك الظاهرة علي مواقع التواصل الاجتماعي من شباب مصري يتسول الاكل او السكن او تذكرة عودة الي موطنه بعد صرف جميع امواله بالغربة بحثا عن سراب العمل.  

انا اري ان تلك الظاهرة هي ذكاء  مؤسسات  تلك الدول بطريقة رسمية  لجذب اموال و انعاش السوق المحلي لهم و يتم استغلال حاجة الشباب المصري للعمل تحت مسمي فيزا بحث عن عمل.   

اليس من الافضل لكل هؤلاء الشباب هو تجميع اموالهم سويا و عمل مشروع منتج داخل مصر  كأفراد او كجمعيات اهلية او حكومية  كمشروع قومي مثلا لصيد الاسماك يجمع  عشرات الآلاف منهم.   

فكرة نرفعها لمؤسسات الدولة للحد من ظاهرة  سفر الشباب و سفر الاموال خارج الدولة بحجة البحث عن عمل.