كلكم يبكي فمن سرق المصحف ؟!

د. شوقي الساخي

كلام يعبر عن واقعنا الحالي.

من سرق المصحف؟

في بعض كتب التراث الأدبي.

روي أن الإمام مالك بن دينار صلى بالناس إماما ذات ليلة. وعقب الصلاة ألقى على المصلين موعظة جليلة بكت منها العيون ووجلت منها القلوب وتأثرت بها الأفئدة. 

فلما فرغ الإمام من موعظته بحث عن مصحفه فلم يجده فعلم أنه قد سُرِق. 

فدقق النظر في الحاضرين عله يعرف السارق بسكونه حيث الناس مضطربون وبجمود مقلتيه حيث القوم باكون.

لكن العالم الجليل فوجيء بالجميع باكين خاشعين.

فتعجب مما رأي وطرح سؤاله عليهم قائلا :

كلكم يبكي .. فمن سرق المصحف ؟

لازال سؤال مالك ( رحمه الله ) مطروحا بيننا .. ولا زال السؤال مشرعا :

كلنا يبكي فمن سرق المصحف ؟

كلنا أئمة هدى .. فمن العاصي ؟

كلنا أهل كرم ونخوة ومروءة. فمن المقصر ؟

صفحاتنا على (الفيس بوك وتويتر) كلها أدعية وأذكار وأوراد .. فأين الجُناة ؟

جميعنا يقول : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. وعين كل داعٍ منا على غير نفسه.

ابدأ بنفسك لأن ..

ربنا لا يُخدَعُ .

ربنا لا يُغَشُّ .

ربنا لا يدلَّسُ عليه .

لذا إن لم تنضبط سلوكياتنا حق الإنضباط.

إن لم نرجع لله حق الرجوع.

إن لم نتخل عن رذائل الأمور حق التخلي.

إن لم نتوب إلى ربنا حق التوبة.

فإسلامنا الشكلي في ميزان سيئاتنا ، ولن يرفع ما نحن فيه من كرب وبلاء .

اللهم نصرك للمستضعفين والمحاصرين من أهلنا فى أرض الرباط.

ودمتم فى حفظ الله